رجال دين مسيحيون: إن لم يُوقف المجتمع الدولي أولئك المتشدّدين فستُعاد مجازر العثمانيين بحق الأرمن.

عين العرب / كوباني – فياض محمد -NPA

 

شهدت مدن رأس العين / سري كانيه وتل أبيض / كري سبي وعفرين حركة نزوحٍ كبيرةً جراء الهجمات التركية، ومن بينهم المكوِّن المسيحي، وسط تخوف المدنيين من القصف والمجازر، حيث يعيشون ظروفاً صعبة في مناطق النزوح بعد خروجهم من منازلهم.

 

إذ وصلت حوالي /700/ عائلة مسيحية من مدن رأس العين وتل ابيض وعفرين إلى كوباني.

 

أحد رجال الدين بكنيسة "الأخوة" في عين العرب / كوباني، عمر فراس لـ "نورث برس" بأنّ الهجمات من قبل تركيا والفصائل المسلّحة التابعة لها خلّفت تخوفاً كبيراً لدى الأهالي دفعهم إلى النزوح من مناطقهم، كون تلك الفصائل تستهدف جميع المكوّنات.

 

وأضاف فراس، مثل ما رأينا مشاهد تخريب وتدمير الكنائس في عفرين، فإن المشهد نفسه يتكرر في شمال وشرق سوريا الأن، واشار بقوله "سابقا داعش دمّرت وحولت الكنائس إلى سجون  في مناطقنا والآن هذه الفصائل".

 

كما أضاف أنّه "إن لم يتم ايقاف أولئك المتشدّدين سيعاد قتل ملايين الأشخاص مرةً أخرى"، مذكّراً بالمجازر التي ارتكبها العثمانيون بحق الأرمن في عام /1915/، وقتلوا قرابة مليونين من المواطنين والأطفال.

 

ولفت إلى أنّ أبناء المكوّن المسيحي، "أسسوا الكنائس في مناطق شمال وشرق سوريا مرةً ثانية واستمروا بحياتهم هنا".

 

ولفت إلى التغيير الديمغرافي الذي تسعى إليه تركيا وفصائل المعارضة المسلّحة، إذ إنّ الكثير من العائلات المسيحية تشرّدت ونزحت من عفرين وبعضهم جرى قتلهم، في حين "يتم إعادة الإبادة بحق أهالي تل أبيض ورأس العين، عبر تهجير سكانها  وسيطرة الإرهابين على منازلهم ونهب كل شيء".

 

ولفت فراس إلى أنّ كنيسة الأخوة أيضاً بخطر، لأنها على مقربةٍ من الحدود التركية، مؤكداً على تخوفهم من "هجمات وتهديدات" دفعتهم لإفراغ مكانهم، ومنوهاً كذلك على "تفاقم الخطر على جميع المكوّنات وليس على الكرد فقط".

 

وشدّد على أنّ عدة كنائس أُسست سابقاً نتيجة حالة العيش بسلام والأخوة مع الكرد والعرب، فيما ناشد دول العالم بأن يضعوا حدّاً أمام هذه التهديدات والهجمات.

 

وختم حديثه بالقول: "يجب أن لا ينسَ العالم آلاف الأرمن الذين قتلوا على يد العثمانيين، وعدم الاعتراف بالإبادة والمجازر، وإذا ما حصل ذلك مجدداً سيكون جريمةً وظلماً كبيراً بحقنا".