تأثرت بفعل القصف التركي.. شلل يصيب أسواق كوباني

كوباني- نورث برس

جرت العادة أن تنشط حركة الأسواق ويزداد إقبال السكان على الشراء في هذه الأوقات والتي تتزامن مع قرب حلول رأس السنة الميلادية، ولكن محل إبراهيم كما أقرانه في سوق  كوباني يكاد يخلو نهائياً من الزبائن.  

ومن أمام محله الصغير في سوق تلل الشهير في كوباني، يراقب إبراهيم أحمد (46عاماً) حركة المارة ويكاد الرجل يحفظهم أو يعدهم، في ظل ركود حركة البيع والشراء.

حركة الأسواق في كوباني بدأت تتراجع منذ أكثر من ثلاث سنوات، ولكنها تفاقمت تدريجياً وباتت تتجه إلى ركود شبه تام مع تهديدات تجددها أنقرة بين الحين والآخر باجتياح المدينة التي يعيش سكانها في حالة قلق دائمة مما ستؤول إليه الأوضاع مستقبلاً.

وتوقف أصحاب محال تجارية عن جلب بضائع جديدة، تجنباً للمجازفة بمصير أموالهم، وأغلبهم اتجه لعرض تخفيضات على البضائع للتمكن من التخلص منها وتحصيل ثمنها.

ويضاف إلى كل هذا، تجاوز سعر صرف الليرة مقابل الدولار الأميركي الواحد الـ6000 ليرة سورية، والذي ترافق مع تدني القدرة الشرائية لدى السكان.

يقول “أحمد” الذي يملك محلاً لبيع الألبسة، إن حركة الشراء تراجعت نحو90 بالمائة “رغم أن هذا الشهر كان بمثابة موسم بالنسبة لنا”.

ويشير إلى أنه قبل القصف التركي العنيف والمستمر بشكل متقطع، منذ العشرين من الشهر الماضي، كان يبيع 5 أو 6 قطع من الألبسة يومياً، “ولكن الأسواق حالياً في حال شلل شبه تام، السوق أصبح مجرد شارع للمارّة”.

وأمام الأوضاع الأمنية غير المستقرة، يفضل سكان الاقتصاد في صرف أموالهم تحسباً لأي موجة نزوح في حال شنت تركيا عمليتها البرية التي تلوح بها.

كذلك الحال بالنسبة لـ رمضان خليل (42عاماً)، صاحب محل لبيع المواد الغذائية في كوباني، تضرر هو الآخر بفعل تراجع الحركة التجارية.

ومن محل “خليل”، كان زبائنه يشترون حاجياتهم لشهر كامل في السابق، بينما باتوا يشترون الآن حاجياتهم ليوم أو يومين وبكميات محدودة.

ونتيجة ذلك، لم يشتري الرجل بضائع لمحله منذ أكثر من عشرة أيام، خوفاً من القصف التركي، فهو لم يقتصر فقط على السكان.

وتأثر بالأمر أيضاً، حجي برهو (38عاماً) وهو من سكان كوباني وكبار مورّدي البضائع والسلع الغذائية، بفعل التهديدات والقصف التركي.

وبات الرجل يورّد كميات كان يوردها لأصغر محل، من المحال التجارية الكبرى، واتجه الرجل إلى السلع ذات الاستهلاك اليومي ليتاجر بها.

ويقول “برهو”: “منذ الاستهداف التركي للمنطقة والوضع يزداد تدهوراً يوما بعد يوم، حتى إن التاجر الذي كان يأخذ بمبلغ ألفي دولار كأقل فاتورة، اليوم يأخذ بمبلغ 500 دولار وهي أكبر فاتورة”.

ويضيف، أن التجّار اكتفوا بالسلع الضرورية مثل، رز، زيت، شاي، وسكر، فيما توقفوا عن شراء الرفاهيات، بحسب قوله.

إعداد: سامر عثمان – تحرير: أحمد عثمان