الشيخ والزوجة والأبناء الأربعة ذوو الاحتياجات الخاصة…مأساة خارجة من رأس العين تتجرع مرارة المرض والنزوح
القامشلي – أفين شيخموس – NPA
تخبئ المدن بين ثنايا جدرانها الكثير من الآلام، ولا يزيد النزوح أسى، سوى شيبة وعجز، وثالثهما ثقل مرمى على كاهلين أتعبتهما الحياة.
هذه حال الشيخ محمد الأحمد وزوجته معيوفة أحمد، اللذين بدأت رحلة حياتهما، بأن وهبهما الله أربعة أبناء، ذوي احتياجات جسدية وذهنية خاصة، ليقوما وعلى الرغم من كبر سنهما برعايتهم والاهتمام بهم.
أربعة أولاد، معظمهم يعانون من احتياجات جسدية وذهنية وظروف معيشية صعبة، وأدوية عليهم تناولها لبقية حياتهم، ورحلة نزوح أثقلت كاهل الوالدين، حيث كان محمد إماماً لمسجد في مدينة رأس العين / سري كانيه، أما أولاده الأربعة من ذوي الاحتياجات الخاصة، فليس لديهم القدرة على العمل وإعالة الأسرة.
يكبر الأولاد الأربعة، فيبلغ البكر منهم الخمسين عاماً، ويبلغ الثاني الأربعين عاماً، أما الفتاتان، تقوم الكبرى والتي وضعها الصحي أفضل حالاً من بقية أخوتها، بمساعدة والديها في رعاية إخوتها.
وعمّا تجرعته العائلة من مرارة النزوح من مدينتهم رأس العين / سري كانيه، يقول الشيخ محمد الأحمد مبتدئاً حديثه بحمد ربه قائلاً: "قامت تركيا والفصائل التابعة لها عصر الأربعاء بقصف مدينة رأس العين براً وجواً"، مشيراً أنهم لجأوا إلى مسجد المدينة ليكون مأوىً لهم يحميهم من قصف الطائرات.
ومع اشتداد القصف على المدينة، اضطرت العائلة للخروج من القرية بمساعدة أحد أعضاء جمعية "هيفي"، إلى إحدى القرى المجاورة، ليصلا إلى القرية ويجدوها فارغة من سكانها، حيث نزح سكانها هرباً من قصف القوات التركية والفصائل المسلحة التابعة لها.
وينوه الشيخ محمد الأحمد إلى أنه في اليوم الثاني، قصفت الطائرات التركية مدينة رأس العين/ سري كانيه بكثافة وقوة قائلاً: "عندما قصفت الطائرات المدينة هزت الأرض تحت أقدامنا من شدة القصف".
لم تأمن العائلة على نفسها في القرية القريبة من مدينة رأس العين/ سري كانيه، خوفاً من استهدافها هي الأخرى، فخرجوا منها، مبتعدين عنها حوالي 2// كم.
وصادفت العائلة في طريقها نقطة لقوات الأمن الداخلي (الآسايش)، حيث قامت بتأمين سيارة لهم ليتجهوا إلى بلدة تل تمر غربي الحسكة، ومن ثم إلى مدينة القامشلي.
لم تحمل عائلة محمد الأحمد أثناء نزوحهم من مدينة رأس العين/ سري كانيه ما تعيل به نفسها، فيشير محمد الأحمد في هذا السياق إلى أنهم خرجوا من منزلهم بالثياب التي يرتدونها فقط، قائلاً "لم نتمكن من إخراج أي شيء معنا، خرجنا فقط بهذه الثياب".
ويقوم أهالٍ من مدينة القامشلي بتأمين منزل لعائلة محمد الأحمد، ليقطن فيه هو وزوجته وأولاده الأربعة الذين لا حول لهم ولا قوة، الذين لا يدرون حتى ما يجري ولم يتنقلوا من مكان إلى آخر.
وعن الأوضاع الصحية للعائلة يقول الشيخ محمد الأحمد، "نحن عائلة مكونة من ستة أشخاص، جميعنا بحاجة إلى تناول أدوية لبقية الحياة، لأننا نعاني من أمراض".
من جانبها، تقول معيوفة أحمد أنها أكدت لزوجها أن تركيا والفصائل التابعة لها، سوف يقصفون رأس العين / سري كانيه وتل أبيض / كري سبي قائلة " قال لي زوجي لن يستهدفونا، قلت له ليس للأتراك أمان، وسنهرب حتماً".