استنكارٌ شعبيٌ واسعٌ في ريف كوباني لمرور الدورية التركية في قراهم
عين العرب/ كوباني- فتاح عيسى- فياض محمد – NPA
عبّر أهالي قرى ريف عين العرب / كوباني الشرقي عن غضبهم وعدم رضاهم من مرور الدورية التركية في قراهم، مستخدمين الحجارة والأحذية في رمي العربات العسكرية التركية التي شاركت بالدورية المشتركة مع العربات الروسية، اليوم الثلاثاء.
وبدأت الدورية التركية – الروسية المشتركة صباح اليوم، بدءاً من قرية مرج إسماعيل شرق مدينة كوباني، وصولاً إلى قرية الجرن غرب مدنية تل أبيض / كري سبي، مروراً بعدة قرى في شرقي كوباني.
حيث وقف أهالي القرى على الطرق حاملين بأيديهم الحجارة والأحذية لرشق العربات العسكرية التركية بها.
وشهدت قرية قره موغ /20/ كم أعنف ردة فعلٍ للأهالي، حيث توزع العشرات على طول الطريق، وقاموا برشق العربات العسكرية بالحجارة والأحذية ذهاباً وإياباً.
وقال إسماعيل بوزو /86/ عاماً من قرية مرج اسماعيل التي دخلت منها الدورية المشتركة لـ “نورث برس”، إنّ الأهالي يرفضون دخول تركيا إلى أراضيهم، لأنّها “دولة خائنة وتريد إخراجنا من أرضنا التي نعيش فيها بأمان”.
“تركيا تريد عودة داعش”
وتابع بوزو “تركيا تريد إعادة داعش إلى المنطقة” -في إشارةٍ إلى فصائل المعارضة المسلّحة التابعة لتركيا- مضيفاً أنّ تركيا وتلك الفصائل “منافقون ومحتلون ويقومون بقتل الأطفال وتدمير المنازل، ونهب ممتلكاتنا، هم إرهابيون”.
كما لفت أنّ مخاوف الأهالي تتمثل “بالخشية من عودة تنظيم داعش لمناطقهم عبر تركيا، ونهب ممتلكاتهم وتهجير المدنيين الذين نزح أغلبهم في السابق إلى الدول الأوروبية، بسبب هجمات داعش في 2014”.
وناشد بوزو دول العالم ومنظمة الأمم المتحدة، العمل على إيقافهم ومنعهم من دخول أراضيهم، ومحاولة تركيا إحداث تغييرٍ ديمغرافي فيها”.
الاستقبال بالأحذية والحجارة
من جهتها قالت سعاد جزائر /41/ عاماً من قرية قره موغ أنهنَّ كنساء القرية، يرفضنَّ دخول الدورية التركية إلى قريتهم، وقاموا برمي الحجارة والأحذية على تلك الدوريات تعبيراً عن ذلك.
وأشارت إلى أنّ تركيا “تُعتبر عدوةً لهم منذ القدم لأنّها قامت بقتل أطفالهم، مؤكّدةً أنّ تراب كوباني رويَّ بدماء الشباب، ولن يقبلوا بدخولها إلى أراضيهم”.
وأضافت جزائر أنّ هدف تركيا هو “الاحتلال وتحطيم معنويات الأهالي ولكنها لا تستطيع فعل ذلك لأن جميع الأهالي يرفضون دخولها لمناطقهم”.
من جهةٍ أخرى أكّد الطفل دحام أحمد /13/ عاماً أنّه قام مع بعض الأطفال الصغار، برمي الدورية التركية بالحجارة لأنّهم “لا يريدون أن تدخل تركيا إلى قريتهم” مضيفاً أنّهم لا يرغبون بمرور دوريةٍ تركيةٍ أخرى في قريتهم.
إحداث تغيير ديمغرافي بالمنطقة
فيما قال علي فاطه /78/ عاماً من قرية قرة موغ أنّ “تركيا عدوةٌ لهم، والأهالي لن يستسلموا لها ولن يسلموا أراضيهم وشرفهم لتركيا”، مشيراً إلى أنّ “تركيا تريد أن تهجِّرهم من مناطقهم لتسرق وتنهب وتدمر كل شيء مثلما فعلت في رأس العين وتل أبيض”.
وأضاف أنّ تركيا تريد من وراء الدخول لأرضهم “توطين آخرين فيها، بهدف إحداث تغييرٍ ديمغرافي في المنطقة، لافتاً إلى محاولتها تأجيج الصراع بين المكوّنات السورية من خلال هذه الممارسات”.