العراق.. خمس سنوات على هزيمة “داعش” وخطره لايغيب
دمشق- نورث برس
يحذر خبراء أمنيون في العراق، من تنامي خطر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، رغم مرور خمس سنوات على إعلان النصر “النهائي عليه، حيث لازالت مناطق متفرقة في البلاد تشهد عمليات متكررة لعناصر التنظيم، آخرها يوم أمس السبت في نينىوى المتاخمة للحدود السورية.
وبينما كانت السلطات العراقية تحتفي بيوم “النصر” على تنظيم الدولة الإسلامية في ذكرى هزيمته الخامسة، لقي أحد سكان محافظة نينوى مصرعه في مواجهة منفردة ضد عناصر التنظيم، في حادثة تتكرر بين فترة وآخرى على طول الجغرافية الممتدة من ديالى شرقي البلاد إلى نينوى المتاخمة للحدود السورية غربه.
وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية في صيف عام 2014 على أكثر من ثلث مساحة العراق شملت محافظات نينوى كركوك وديالى وصلاح الدين والأنبار، وجعل من مدينة الموصل بشمال البلاد ما يشبه عاصمتة الثانية بعد الرقة في سوريا التي أعلنها “عاصمة الخلافة” في سيطرته على مساحات شاسعة من البلدين.
وعلى مدار السنوات 2015-2016-2017، خاضت القوات العراقية بما في ذلك البيشمركة وبدعمٍ من طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، معارك دامية لدحر التنظيم في البلاد.
وخلال تلك السنوات، فقد التنظيم سيطرته على المناطق بأكملها، لكن هزيمته ظلت في نطاقٍ عسكري جغرافي، بينما يستمر القلق المحلي و الدولي مما توصف بقنابل “موقوتة” تتمثل في ثلاثة عوامل وهي “السجون- المخميات- والخلايا النائمة “.
وفي حديثٍ صوتي لنورث برس، أشار الخبير الأمني، والأمين السابق لوزارة البشمركة في إقليم كردستان العراق، جبار ياور، إلى خطورة العوامل الثلاثة، مستشهداً بما حصل في سجن غويران بالحسكة في شهر شباط/فبراير الفائت، وكذلك الأحداث الأمنية المتكررة التي تقع في مخيم الهول.
ومعظم مَنْ هم في مخيم الهول الواقع في شمال شرقي سوريا، هم من الجنسية العراقية ويتجاوز عددهم الـ30 ألف امرأة وطفل، تقوم السلطات العراقية باستعادتهم على دفعات صغيرة، بغية إعادة توطينهم في مناطقهم الأصلية، لكن ضمن مخطط أمني.
ويحذر “الياور” من أنَّ مخيم الهول ومعظم المخميات التي تحتوي عناصر أو عائلات لداعش سواء في العراق أو في سوريا، أصبحت بمثابة مراكز لنشر أفكار التنظيم، وهذا ما يحصل بالفعل بالإشارة إلى الأطفال الذين كبروا تحت كنف زيجات عناصر التنظيم، مما يشكل خطراً في المستقبل، مالم تتمكن السلطات من إيجاد حلول جذرية لهم.
وفي سياق التحذيرات، قال مصدر أمني بمحافظة كركوك لنورث برس، إنَّ سكان ريف المحافظة الجنوبي والشمالي الغربي وصولاً إلى جبل قرجوغ قضاء مخمور، وكذلك المناطق الفاصلة بينها و بين محافظة صلاح الدين شرقاً، يتخوفون من تحركات التنظيم التي تمتد حتى تلال حمرين في حدود محافظة ديالى وصولاً إلى خانقين.
وتحدث المصدر الأمني شريطة عدم الكشف عن اسمه، لأنه غير مخول بالتصريح الرسمي، إن مسؤولية هذه المناطق تقع على عاتق حكومتي المركز والإقليم، كونها لم تتمكن حتى الآن من تنفيذ خطط أمنية مشتركة لسد الثغرات الأمنية، رغم إنهما اعلنا عن تشكيل لواءين عسكريين مشركين لهذا الغرض.
وأمس السبت 10 كانون الأول/ ديسمبر 2017، وهو نفس اليوم الذي أعلنته العراق قبل خمسة سنوات العراق عطلة رسمية في كل أنحاء البلاد بمناسبة ما أسمته يوم “النصر” على تنظيم “داعش”، سُلطت الأضواء على حادثة مقتل رجل عراقي ويدعى “سهيل الشمري” على يد عناصر التنظيم.
“الشمري” وهو من سكان تلول الباج في محافظة نينوى، واجه منفرداً بسلاحه الخفيف يوم أمس السبت، مجموعة عناصر من تنظيم “داعش” المختبئين في مزرعته، فتمكن من قتل اثنين من العناصر، قبل أنْ تنتهي المواجهة بمصرعه أيضاً.
وقالت خلية الإعلام الأمني إنَّ أربعة من العناصر وبعد تلك المواجهات التي وقعت بينهم و بين “الشمري” فروا باتجاه جزيرة الحضر جنوبي نينوى بينهم انتحاريين إثنين”، وقُتلوا لاحقاً على يد القوات الأمنية.
وتعد هذه الحادثة نموذجاً للخطر الذي يشكله عناصر التنظيم المختبئة وخلاياه النائمة على مستقبل البلد، حيث يكاد لا يمر أسبوع دون وقوع حادثة قتل أو مواجهة أو حملة أمنية معظمها تحصل ضمن الشريط المتنازع عليه بين أربيل وبغداد الممتد من ديالى شرقاً إلى نينوى غرباً.
ولم تكشف الجهات الأمنية حصيلة سنوية لعمليات “داعش” أو العمليات ضدها، إلا أنّها تنشر بيانات منفصلة على مدار أسابيع العام بعد كل تعرض أمني أو حملة تقودها ضد التنظيم.
ولا ينكر المسؤولون العراقيون أنَّ خطر “داعش” لازال حاضراً في البلد الذي عانى سكانه من شتى أشكال العنف أثناء سيطرة التنظيم ومن دمار ومشاكل خدمية بعد استعادة السيطرة، بسبب ما خلفه حرب ثلاثة سنوات (2015- 2017).
وتسبب ظهور تنظيم داعش في العراق ، بنزوح قرابة 6 ملايين شخص، وقُتل الآلاف ودمار كبير في البنى التحتية في العديد من المدن وسط وغرب البلاد، بحسب تقرير أممي صدر عام 2020.