“أيُّ قصةٍ تريدون؟” تساؤلٌ يختصر حديث سبعينية كردية من تل أبيض عن مرارة النزوحين

الرقة – زانا العلي / نورالدين أحمد – NPA

 

اختصرت السبعينية زليخة مسلم أحمد معاناة نزوحها لمرتين في سؤالٍ ردّدته خلال حديثها لـ "نورث برس"، "أيُّ قصةٍ تريدون؟!"

زليخة التي تعاني من مرض السكري، وأجرت عملية قلبٍ مفتوح قبل مدةٍ ليست بطويلةٍ، لم تستطع حبس دموعها وهي تروري تجرعها مرارة النزوح مرتين.

زليخة مع ثمانيةٍ من أولادها نزحوا إلى مدينة الرقة، منذ بداية الهجمات التركية على مناطق شمال وشرقي سوريا ويمكثون الآن بمنزلٍ قدمه لهم أحد مواطني الرقة في حي "شمالي السكة"، حيث يتكاتف أهالي الرقة مع نازحي تل أبيض / كري سبي.

وتروي زليخة مسلم أحمد، من قرية كورك بريف مدينة تل أبيض / كري سبي، واحدةٌ من بين آلاف الأشخاص الذين اضطروا للفرار من منازلهم الواقعة في قلب المناطق التي تتعرض للهجوم، والنزوح إلى مناطق أخرى، قصة نزوحها، ومعها أملٌ بالعودة القريبة إلى منزلها.

وعند السؤال عن قصة نزوحها عادت لتسألنا "أيُّ قصةٍ تريدون؟"، في إشارةٍ منها بأنّها نزحت مرتين.

وتابعت بالقول "نزحنا من منازلنا مرتين، أولها عندما هاجمنا داعش عام 2014"، مشيرةً إلى أنّهم مكثوا /20/ يوماً في البراري حينها، ليتابعوا بعدها رحلة النزوح إلى تركيا، ويبقوا هناك قرابة عامٍ.

وتتذكر زليخة معاناتها وعيناها تمتلئان بالدموع، وهي تقول "كنا نقوم بتنظيف الاسطبلات ونسكن فيها".

وتتابع "ماذا يريد منا؟ ماذا فعلنا به؟ ليضرب أولادنا"، في إشارةٍ منها إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مضيفةً تارةً أخرى "إننا عاجزون ولا نستطيع أن نفعل به شيئاً، أردوغان ليس على حق، والله سينتقم منه".

وتوضّح زليخة أنّهم عندما عادوا من تركيا، قاموا بإعادة إعمار منازلهم المدمّرة وبدأوا بحياةٍ جديدةٍ، قائلةً "هذه المرة يهاجمنا أردوغان بجيشه"، مؤكّدةً أنّه نتيجة القصف بالطيران وأصوات الأسلحة والتفجيرات، تركوا منزلهم مرةً أخرى، ليتوجهوا إلى بلدة خراب عشك القريبة من قاعدة التحالف الدولي، ليحتموا بها قبل انسحاب الأخيرة منها.

لم تكن عائلة زليخة هي الوحيدة التي توجهت إلى بلدة خراب عشق حيث قاعدة التحالف الدولي، لتحمي نفسها من القصف التركي، لتغادرها قوات التحالف فيما بعد.

وتتابع السبعينية من ريف تل أبيض "ونحن أمام قاعدة التحالف في خراب عشق(شركة لافارج أكبر قاعدة للتحالف الدولي في شمال وشرق سوريا)، أخبرونا بأنّ الأمريكان ينسحبون من القاعدة".

"لقد قاموا بتفجير ما تبقى من معداتهم العسكرية، وخوفاً من النيران وأصوات التفجيرات بقينا ننام في المقالع القريبة من البلدة لمدة خمسة أيام" تردف زليخة.

وتمتلئ عيون زليخة بالدموع مجدداً وهي تتحدّث عن معاناتها مع المرض بسبب الصعوبات التي مرّت بها، نتيجة القهر، حيث تقول "أنا كبيرةٌ في السنّ ولا أتحمل التعب والنزوح".

وتكمل زليخة "لا أصدقاء للكرد" والألم على ملامحها، فيما يعجز لسانها عن النطق في تلك اللحظة، لتتمنى في نهاية حديثها العودة إلى ديارها مع أولادها.