محللون يستبعدون شن عملية عسكرية في إدلب ومصادر معارضة: “كافة الاحتمالات واردة”
إدلب – نورث برس
مع تراجع حدة التصريحات التركية بشأن تنفيذ عملية برية ضد مناطق في الشمال السوري، بدأ الحديث في أوساط المعارضة عن نية القوات الحكومية شن عملية عسكرية ضد هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) والجيش الوطني السوري في ريفي إدلب وحلب شمال غربي سوريا.
ولكن المحلل العسكري أحمد رحال، استبعد أن تشن قوات “النظام السوري” أي عملية عسكرية في شمال غربي سوريا في الوقت الحالي إذ أنها “لا تمتلك القرار في ذلك”.
وأشار “رحال” في تصريح خاص لنورث برس، إلى أن قرار البدء بأي عملية “بيد روسيا”، كذلك حال القوات التركية التي هي ضامنة للجيش الوطني و”تحرير الشام”، فالطرفان في حال لم يعطيا الموافقة “لا يمكن لأحد أن يقوم بأي أمر”.
ورأى أن روسيا وفي هذا الوقت بالتحديد، ليس لها مصلحة في “استفزاز أنقرة وأردوغان نفسه وخاصة فيما يتعلق بالموقف التركي بما يخص الحرب في أوكرانيا وغيرها من الملفات التي تلعب بها تركيا دوراً كبيراً ومهماً”.
وجهة نظر “رحال” اتفق معها المحلل العسكري أسعد الزعبي، الذي يقيم في العاصمة الأردنية عمان، إذ استبعد هو الآخر أي هجوم بري في إدلب أو شمال حلب.
ولكن “الزعبي” ذهب إلى أبعد منذ ذلك إذ لفت إلى أن هناك “مكيدة” كما حصل في سراقب شرقي إدلب في السابق، حيث تريد روسيا تكرارها في الشمال وذلك من خلال تسيير دوريات مشتركة بينها وبين تركيا.
إلا أن تركيا من المتوقع أنها سترفض ذلك إن لم تقم روسيا بتسليمها تل رفعت ومنبج وكوباني لتأمين حدودها، على حد قول “الزعبي”.
وأضاف: “إن لم توافق روسيا على شروط تركيا، فإنها سوف تتحقق عسكرياً أو سياسياً”، إذ أن تركيا نفذت هجمات كثيفة ضد مناطق في الشمال السوري “حتى وإن لم تنجح في تحقيق تقدم بري جديد”.
ولا يتفق قيادي في غرفة عمليات “الفتح المبين” التي تضم كلاً من هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير وجيش العزة وفصائل أخرى، مع قراءات المحليين.
وقال هذا المصدر لنورث برس، إن احتمالية شن عملية عسكرية برية من قبل قوات “النظام السوري” في إدلب وشمال حلب “واردة ولا شيء مستبعد بالنسبة للفصائل العاملة على الأرض”، وخاصة مع وصول تعزيزات عسكرية “للنظام” إلى ريف إدلب.
والجمعة الماضي، وصلت تعزيزات عسكرية جديدة لفصيل الأبدال العراقي المدعوم إيرانياً، إلى أرياف مدينة خان شيخون، في ثاني دفعة خلال الشهرين الأخيرين.
وقال مصدر عسكري في الفرقة الرابعة، لنورث برس، إنَّ “12 شاحنة وعربة عسكرية وحافلتين لنقل المقاتلين تتبع لفصيل الأبدال العراقي، وصلت إلى إحدى المزارع الشرقية لمدينة خان شيخون جنوب إدلب، قادمة من مدينة حلب، ترافقها عربات عسكرية للفرقة الرابعة”.
ووفقاً للمصدرالعسكري في غرفة عمليات “الفتح المبين” فإنهم رصدوا أيضاً خلال الآونة الأخيرة وصول تعزيزات عسكرية متقطعة لقوات “النظام” إلى محاور كفرنبل ومعرة النعمان جنوبي إدلب وسهل الغاب غربي حماة، وسبق ذلك جولة لضباط روس على خطوط التماس مع جبل الزاوية جنوبي إدلب.
وهذه الجولات والتعزيزات “ليست بمحض صدفة”، وفق اعتقاد المصدر الذي أضاف أن “كافة الاحتمالات ممكنة والنظام السوري وروسيا لا يلتزمان بأي اتفاق تهدئة ولنا في أرياف حماة وحلب وخان شيخون عبرة”.
وتطرق المصدر إلى محاولة تركيا التقرب من “النظام” وهو الأمر الذي “أثار بعض القلق في أوساط الفصائل العسكرية لا سيما العاملة في إدلب حيث تنتشر عشرات النقاط التركية”.