ثاني أخطر مخيم بشمال شرقي سوريا يثير مخاوف سكان بريف ديرك
ديرك – نورث برس
ماذا إن تمكنت نساء “داعش” من الفرار، بات هذا الأمر هو جل ما يشغل تفكير محمد هذه الأيام، وخاصة أنه يسكن على بعد أقل من 2 كيلومتر من مخيم روج الذي لا يقل خطورة عن مخيم الهول.
محمد عبدالسلام (70عاماً)، ومنذ أن خُصص مخيم روج لعائلات التنظيم، يعيش في حالة قلق دائمة وتزداد مخاوفه كلما جددت تركيا قصفها لمناطق في الشمال السوري ولوحت بعملية برية جديدة، قد تؤدي في حال نُفذت لتمكين عناصر التنظيم من الفرار من السجون وعائلاتهم من المخيمات.
يقول الرجل السبعيني من قريته خانا سري بريف مدينة ديرك، “من جانب نتخوف من القصف التركي ومن جانب آخر وجود داعش بالقرب منا”.
ويضم مخيم روج،771 عائلة، تضم 2601 شخصاً، وينحدر هؤلاء من دول عربية وأجنبية، كانوا قد انضموا لـ“داعش” خلال إعلان الأخيرة “الخلافة الإسلامية” عام 2014.
لا يستبعد “عبدالسلام” تسلل نساء التنظيم في حال تمكن من الهروب إلى القرى القريبة من المخيم، وهو ما يشكل تهديداً خطيراً لعائلته، “إذ قد يقمن بأعمال انتقام بحقنا”.
ويقع مخيم روج في قرية تل أسود بريف ديرك، وقد تم جلب جميع ساكنيه من مخيم الهول.
وتحذر الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية من حدوث ضعف وخلل في حماية مراكز احتجاز عناصر “داعش” وعائلاتهم إذا ما شنت أنقرة عملية برية، إذ ستنشغل قواتها بصد الهجمات التركية.
وكان مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، قد حذر مؤخراً، في حديث لـ “بي بي سي” إنكليزي، من أنه “ستكون قواتنا مشغولة بحماية شعبنا وعائلاتنا ولن نتمكن من حراسة المخيمات”.
وفي ذات القرية التي يسكنها “عبدالسلام”، لا تختلف مخاوف تركيه محمد (50 عاماً) عن سابقها، في ظل محاولات فرار وحالات شغب يشهدها المخيم بين الحين والآخر.
ورغم خضوع المخيم لحراسة مشددة من قبل القوات الأمنية التابعة للإدارة الذاتية، إلا أن ذلك لا يبدد مخاوف السيدة الخمسينية وخاصة وسط التضخم السكاني الكبير.
تقول: “ما فيكي توثقي فيهم مهمها كانت الحراسة شديدة على المخيم”.
تضيف: “لا نستطيع التأقلم مع هذا الوضع, نتخوف دائماً من حدوث أي طارئ بالمخيم، نخاف على حياة أطفالنا، نعرف جيداً ما يقوم به داعش من جرائم قتل وذبح, سيفعلون هذا بنا في حال هربوا”.
وأمام هذه المخاطر، يناشد سكان المنطقة التحالف الدولي والدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار بمنع تركيا من تنفيذ عمليتها العسكرية.
وقالت فرح حمدو، إدارية في مخيم روج إن النساء ضمن المخيم ينظمن أنفسهن ويخططن للهروب بشكل مستمر وتزداد تلك المحاولات أثناء الهجمات التركية ضد المنطقة.
ومنذ تصعيد القصف التركي الأخير على الشمال السوري، يقوم سكان خانا سري بحراسة القرية ومنازلهم خوفاً من أي حالات تسلل قد تحصل في حال هربت نساء التنظيم من المخيم.
ويقوم شيخموس صالح (65 عاماً) من سكان هذه القرية بتفقد محيط منزله ليلاً عدة مرات، ولكن ذلك قد لا يجدي نفعاً إذا ما حدثت حالات فرار جماعية أو هجوم نفذته خلايا التنظيم على القرية، “حينها لن يكون بمقدورنا حماية أنفسنا”.