الولايات المتحدة وبريطانيا تحذران من شراكة دفاعية “متكاملة” بين روسيا وإيران
غرفة الأخبار – نورث برس
حذرت الولايات المتحدة وبريطانيا من “شراكة دفاعية واسعة النطاق” بين ورسيا وإيران، ووصفتها بأنها “ضارة” لأوكرانيا وجيران إيران والعالم، وذلك بعد تقارير استخباراتية أفادت بتلقي موسكو أسلحة إيرانية استخدمتها في حربها ضد كييف، لقاء دعم عسكري مماثل.
واتهمت قوى غربية إيران بتزويد روسيا بطائرات مسيرة، وهو ما تنفيه موسكو، في الوقت الذي تقصف فيه القوات الروسية البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، ولا سيما في الأيام الأخيرة من الحرب المستمرة منذ 24 شباط/ فبراير الفائت.
وأدانت واشنطن في السابق، التعاون الأمني بين إيران وروسيا، لكنها وصفتها أمس الجمعة، بعلاقة واسعة النطاق تشمل معدات مثل المروحيات والطائرات المقاتلة وكذلك الطائرات بدون طيار.
شراكة دفاعية “كاملة”
ونقلاً عن تقييمات استخباراتية، أشار المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض جون كيربي، إلى “مستوى غير مسبوق من الدعم العسكري والتقني الذي يحول علاقتهما إلى شراكة دفاعية كاملة”.
وقال كيربي إن الطيارين الإيرانيين يتم تدريبهم على قيادة مقاتلات روسية من طراز سوخوي-35، والتي من المتوقع أن يتم تسليمها العام المقبل.
وقال إن هذا من شأنه أن “يعزز القوة الجوية الإيرانية بشكل كبير بالنسبة لجيرانها الإقليميين”.
وأضاف قال كيربي أن إيران تدرس إنشاء خط إنتاج مشترك للطائرات بدون طيار في روسيا.
وأيد وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي ماقاله المسوؤل الأميركي، ووصف التعاون الدفاعي ونقل الأسلحة بأنها “صفقات بائسة”.
لكن بالمقابل، ندد مبعوث موسكو إلى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، بتقييم المخابرات الأمريكية، وقال إن “المجمع الصناعي العسكري في روسيا يمكن أن يعمل بشكل جيد ولا يحتاج إلى مساعدة من أي شخص، في حين أن الصناعة العسكرية الأوكرانية غير موجودة أساساً وتساعدها الصناعات الغربية”.
وأشار المبعوث الروسي إلى أن ما قيل حول استلام بلاده لطائرات بدون طيار إيرانية “قد تم دحضها بالفعل” عدة مرات من قبل.
وقالت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة، باربرا وودوارد، إن روسيا تحاول الحصول على المزيد من الأسلحة من إيران، بما في ذلك مئات الصواريخ الباليستية.
وقالت وودوارد للصحفيين إن موسكو تقدم لطهران “مستوى غير مسبوق” من الدعم العسكري والفني مقابل تزويدها بالسلاح للحرب في أوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن روسيا تلقت على الأرجح إعادة إمداد من الذخيرة الإيرانية “شهيد 131 و 136 من الذخائر المتساقطة” التي يتم استخدامها في الطائرات المسيرة.
وجاء ذلك في التحديث الاستخباري أمس الجمعة، بعد تقارير جديدة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية من الهجمات يوم الثلاثاء، حيث أفادت هيئة الأركان العامة الأوكرانية بإسقاط ما لا يقل عن 14 “شاهد – 136” وهي مسيرات إيرانية.
وقالت الوزارة البريطانية إن دعم إيران للجيش الروسي من المرجح أن يزداد في الأشهر المقبلة، ومن المحتمل أن تقدم موسكو لطهران مستوى “غير مسبوق” من الدعم العسكري.
ويحذر الغرب من أنه في حال نجحت روسيا بإدخال عدد كبير من الصواريخ الباليستية الإيرانية في الخدمة، فمن المرجح أن تستخدمها لمواصلة وتوسيع حملتها من الضربات ضد البنية التحتية الوطنية الحيوية لأوكرانيا.
عقوبات جديدة
وأعلنت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على عشرات الأشخاص والكيانات بسبب مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان أو الفساد في تسع دول، بما في ذلك روسيا والصين وإيران.
وتشمل قائمة العقوبات الأخيرة لجنة الانتخابات المركزية الروسية، التي اتهمتها واشنطن بالمساعدة في الإشراف على استفتاء ضم مناطق أوكرانية لروسيا، بالإضافة إلى 15 من أعضائها.
وأعلن وزير خارجية بريطانيا جيمس كليفرلي، لصحيفة “الغارديان”، أنه سيفرض عقوبات جديدة على 2000 فرد و400 كيان في جميع أنحاء العالم على صلة بالكرملين.
وأضاف: “نحن محقون في التعبير عن غضبنا، لكن كلماتنا ستحظى دائماً بمزيد من الأهمية عندما تكون مدعومة بالأفعال”.
وأعلن البيت الأبيض أمس الجمعة، أن الرئيس جو بايدن سمح بمبلغ 275 مليون دولار كمساعدات عسكرية لأوكرانيا.
وستشمل الحزمة الجديدة أسلحة وقذائف مدفعية، بالإضافة إلى معدات لمساعدة أوكرانيا على تعزيز دفاعاتها الجوية، وفقاً لبيان صادر عن وزارة الدفاع الأميركية.
ويستمر القتال العنيف في شرق وجنوب أوكرانيا، لا سيما في المناطق التي ضمتها روسيا في أيلول/ سبتمبر الفائت.
وقال مكتب الرئاسة الأوكرانية الجمعة، إن خمسة مدنيين قتلوا وأصيب 13 آخرون في قصف روسي خلال الـ24 ساعة الماضية.
رسالة تحذير من الناتو
وأعرب الأمين العام لحلف الشمال الاطلسي (الناتو)، عن قلقه من أن القتال في أوكرانيا قد يخرج عن نطاق السيطرة ويصبح حرباً بين روسيا والناتو، وفقاً لمقابلة صحفية نشرت يوم الجمعة.
وقال ينس ستولتنبرغ ، في تصريحات لمحطة الإذاعة النرويجة، إن ما تشهده أوكرانيا “حرب مروعة (..) يمكن أن تتحول إلى حرب شاملة كبرى بين الناتو وروسيا. نحن نعمل كل يوم لتجنب ذلك”.
ونقلت “أسوشيتد برس” مقطعاً مقتضباً من اللقاء، قال فيه ستولتنبرغ إنه “ليس هناك شك في أن حرب شاملة بات أمراً وارداً”.
وأضاف ستولتنبرغ أنه من المهم تجنب صراع الذي سيشمل المزيد من الدول ويصبح حرباً شاملة في أوروبا.
واتهمت موسكو مراراً حلفاء الناتو بأنهم أصبحوا طرفاً فعلياً في الصراع من خلال تزويد أوكرانيا بالأسلحة، وتدريب قواتها، وتقديم الدعم اللوستي والاستخباراتي والعسكري لمهاجمة القوات الروسية.
وفي التعليقات التي عكست التوترات المتصاعدة بين روسيا والغرب، لوح الرئيس فلاديمير بوتين إلى أن بلاده قد تفكر في استخدام ما وصفه بالمفهوم الأمريكي للضربة الاستباقية، ضد أوكرانيا.
وأثار فلاديمير بوتين إمكانية التوصل إلى تسوية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مع التأكيد على أن هجومه العسكري لا يزال قيد التخطيط.
وقال الرئيس الروسي: “عملية التسوية ككل، نعم، من المحتمل أن تكون صعبة وستستغرق بعض الوقت ولكن بطريقة أو بأخرى، سيتعين على جميع المشاركين في هذه العملية الاتفاق مع الحقائق التي تتشكل على الأرض”.