لاجئات سوريات في دهوك اخترن العمل في الزراعة لإعالة أسرهن
دهوك- نورث برس
تعمل لاجئات سوريات في مخيم دوميز للاجئين السوريين في مدينة دهوك بإقليم كردستان العراق، في زراعة أنواع من الخضراوات ضمن مشروع تدعمه منظمة أميركية.
ورغم قساوة العمل في الأرض وما يرافقه من جهد عضلي وتحمّل الظروف الجوية في فصلي الشتاء والصيف، إلا أنهن وجدن في الزراعة مورداً مادياً لإعالة أسرهن والاعتماد على أنفسهن.
تزرع هؤلاء النسوة البصل والثوم وجميع أنواع الخضار في مشاتل زراعية، يأتين يومياً للاعتناء بغراسهن وسقايتها وتنظيفها، عندما تثمر يأخذن حاجتهن منها، ويبعن الباقي للعائلات اللاجئة في المخيم، حيث أن لكل واحدة منهن مساحة أرض صغيرة تزرع فيها ما تشاء.
شهيناز نذير، واحدة من هؤلاء اللاجئات التي تقول إن الظروف الاقتصادية الصعبة لعائلتها دفعتها للعمل في الزراعة، وخاصة أن زوجها عامل مياومة ولا يتوفر له عمل بشكل دائم.
وتضيف “نذير” وهي والدة أربعة أطفال، “أوفّر حاجة أسرتي من الخضار وأعطي للجيران أيضاً”.
ويستضيف إقليم كردستان العراق منذ بداية الحرب في سوريا، مئات العائلات السورية التي هربت من الحرب الدائرة منذ أكثر من عشر سنوات، لتستقر داخل مخيمات اللجوء المنتشرة في مدن الإقليم.
ومنذ سنوات اللجوء الأولى، أنشأت لاجئات سوريات مشاريع صغيرة داخل المخيمات لدعم أسرهن.
أما اللاجئة السورية نوشين نذير، فهي تعمل في الزراعة لأن لديها طفلة رضيعة، تريد تأمين مصروفها، وتقول: “لدي هنا قطعة أرض صغيرة أزرعها بكل أنواع الخضار، أقطف محصولي وأحمله إلى منزلي، أستفيد منه”.
ووفرت منظمة “ليمون تري تراثة” الأميركية المشروع لللاجئات، حيث قدمت لهن الأرض والبذور ليقمن بالزراعة والبيع.
ويعتمد مشروع المنظمة الذي بدأ منذ عام 2015 في المخيم على إشراك اللاجئات في العمل ودعمهن لإنشاء مشروع صغير، يعود عليهن بالفائدة.
وتقول مديرة المشروع أفين سعيد، إنهم يوفرن المشروع للاجئات الأكثر تضرراً أو اللواتي يعانين ظروفاً خاصة كالمطلقات أو الأرامل.
وتشير إلى أنهم يتركون حرية الاختيار للاجئات في زراعة ما يردن، بحيث يستفدن منها في بيعها.
وتشير “سعيد” إلى أنه مهما كانت قيمة المردود المادي الذي يعود عليهن، فإنه يشكل إضافة لحياتهن، في ظل تراجع الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار.
وتضيف: “كما أنهن يشعرن بالراحة عندما يجتمعن ويتبادلن الأحاديث أثناء العمل، فيخفف ذلك من وطأة اللجوء عليهن”.