غرفة الأخبار – نورث برس
رغم طغي المساعي الروسية بشكل لافت منذ آب/أغسطس المنصرم، في مسائل التقارب بين أنقرة ودمشق، إلا أنها تشير بين احين والآخر رفضها لأي عملية عسكرية جديدة لتركيا في سوريا.
ويصف مراقبون للوضع السوري مواقف وتحذيرات الضامن الروسي بشأن التهديدات التركية لغزوٍ بري لمناطق في الشمال السوري بـ”الخجولة”، مقارنة بالضامن الأميركي.
وفي السادس والعشرين من تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، علق الكولونيل جو بوتشينو المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية: “الهجمات من هذا النوع تعرض قوات التحالف والسكان المدنيين للخطر، وتقوض الاستقرار والأمن اللذين تم تحقيقهما بشق الأنفس في سوريا والمنطقة”.
وشدد زير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال حديثه في منتدى في موسكو، أول أمس الأربعاء، على أن “بلاده ستعمل بحزم على منع أي تعديات على وحدة أراضي سوريا”.
وأشار لافروف في ذات معرض الحديث إلى أن “موسكو وأنقرة وطهران جددت التزامها الراسخ بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، وجاء ذلك بالتزامن مع انتهاك واضح لتركيا لسلامة وسيادة تلك الأراضي”، خلال اجتماعهم في (استانا 19) الشهر الماضي بالعاصمة الكازاخستانية.
وأضاف أن موسكو “تهتم بأن تقوم كل من تركيا وسوريا، بتسوية القضايا المتعلقة بأمن الحدود من خلال استئناف الحوار على أساس اتفاقية أضنة”.
ولكن تركيا تزعم أنَّ اتفاقية أضنة التي وُقعت بين تركيا وسوريا في 1998، تنص على السماح للقوات التركية بعمليات عسكرية داخل الأراضي السورية ضد من يشكلون تهديداً لـ”لأمن التركي”.
والموقف الروسي أيضاً لفه نوع من الغموض حين شنت تركيا هجماتها على مناطق شمال سوريا نهاية الشهر الماضي، لتحمل فيما بعد تصريحات مسؤوليها تحذيرات أقل حدة من تلك التي أطلقتها واشنطن حينها.
وبعد يومين من التصعيد التركي حذر الكرملين، تركيا من “زعزعة استقرار الوضع في سوريا”، حيث شنت أنقرة ضربات جوية ومدفعية، وتهدد بشن هجوم بري آخر في شمالي سوريا.
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، في تصريح صحفي: “ما زلنا ندعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن الخطوات التي قد تؤدي إلى زعزعة استقرار الوضع بشكل خطير ويزيد من تعقيد الوضع الأمني”.
وأشارت تصريحات تركية حينها إلى أن الجانب الروسي يقوم بجهود لتلبية مطالب أنقرة لثنيها عن العملية العسكرية شمالي سوريا، وأنها أعطت مهلة لتلبيتها، وفقاً لتقارير صحفية.
كما أكد المتحدث الرسمي لقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، آرام حنا، أن لقاءات الأخيرة مستمرة مع روسيا واصفاً إياها بـ “المهمة”.
وأضاف حنا أنهم لم يتلقوا منها سوى مساعٍ لخفض التصعيد “في إطار الحفاظ على الاستقرار ومنع وقوع أي عدوان”.
من جهته طالب مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، روسيا، بوصفها دولة ضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار على شمال شرقي سوريا، المتفق عليه مع تركيا عام 2019، أن “تتحمل مسؤولية إيقاف التصعيد التركي على المنطقة”.
وحمل عبدي، موسكو مسؤولية وقف الهجمات واتخاذ مواقف أكثر حزماً، استناداً إلى اتفاقية سوتشي عام 2019، والتي أفضت عن انتشار قوات الحكومة السورية والروسية في المنطقة، وعليها منع أي عمل عسكري تركي.