أربيل- نورث برس
أدخل سوريون “العراضة الشامية” ضمن أفراح ومناسبات المجتمع في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق وعرفوهم على طقوسها، بداية من الزي التقليدي الدمشقي إلى العبارات الشامية، ومظاهر الرقص بحركات الأيادي وخبطات الأقدام وضرب الطبول.
ومن الطبيعي أن يتم مشاهدة “العراضة” في الأفراح الدمشقية، لكن من الملفت أن تُسمع أهازيجها في أربيل وهي تشارك أفراح سكانها.
وهذا ما تقوم به فرقة “باب الحارة” وهي تستعرض هذا التراث مع إضافة فقرات مستحدثة، فيثيرون انتباه سكان المنطقة.
ونالت العراضة الشامية إعجاب سكان في أربيل، وبدأوا يطالبون بوجودها لتكون جزءاً من أفراحهم ومناسباتهم كالأعراس وأعياد الميلاد وافتتاح المحال وغيرها.
وقال دلوفان محمد، من سكان أربيل إنه أثناء افتتاح محل لبيع القهوة والشاي داخل سوق قلعة أربيل، تواصل مع الفرقة للمشاركة في حفل الافتتاح.
ويشير إلى أن ذلك ترك صدى إيجابياً لدى السكان وزبائنه الذين لا يزالون يتذكرون الحفل رغم مرور ثلاث سنوات عليه، “شاركوا بسيوفهم وطقوسهم الجميلة”.
وتُعد العراضة الشامية جزءً من الفلكلور السوري وعنصراً أساسياً في الأعراس والأفراح الدمشقية، وتتكون من عدد من الشبان وتخلو من العنصر النسائي.
ويكون الأبرز فيها قائد الفرقة الذي يردد الأغاني وجمل الوصف، أما بقية الأعضاء يرددون الأهازيج ويلعبون بالسيف والترس، وما يميز العراضة الشامية، اللباس الدمشقي القديم.
ورغم اختلاف اللغة بين دمشق وأربيل، إلا أن العراضة الشامية أثبتت وجودها، واعتمدت على اللحن والإيقاع، مع بعض الفقرات الجديدة، كالنفخ بالنار والمولوية النارية.
وقال مدير الفرقة محمد القباني لنورث برس، إن “العراضة الشامية لم تكن معروفة في مدن إقليم كردستان، ما شكّل صعوبة في البداية، خاصة بسبب اختلاف اللغة، لكنها نالت رضا السكان، وبدأوا يطلبوننا في حفلاتهم ومناسباتهم”.
ويسعى أعضاء الفرقة الشامية إلى تطوير ألحانهم، بشكل يتناسب مع الموسيقا الكردية، لتحاكي المجتمع الكردي في إقليم كردستان.
وعن ذلك أشار “القباني” إلى إنهم أضافوا آلة الترومبيت لدمج الموسيقى الشرقية بالغربية “ونسعى لتطوير إيقاعنا وإضافة اللحن الكردي”.
وأوضح أن “اللباس الشامي التقليدي يحاكي اللباس الكردي، خاصة الشروال، ما زاد من إعجابهم بطقوسنا، وتعرفوا على الفلكلور السوري، بشكل خاص الدمشقي”.
وأضاف، “لكن بشكل عام عرف سكان المحافظات العراقية، العراضة الشامية من خلال المسلسلات السورية، لذلك أحبوا وجودنا على أرض الواقع”.
وكاستحداثٍ عصري، تم إضافة فقرات النفخ بالنار والمولوية النارية على العراضة الشامية الأصيلة المرتبطة بالفلكلور السوري، “كونها تنال إعجاب الجيل المعاصر”، بحسب “القباني”.
وقال عازف آلة “ترومبيت”، فادي حلاق إن “هذه الآلة النحاسية أضفت طابعاً شبابياً جديداً على العراضة الشامية، لذلك لقيت إعجاب الناس في أربيل”.
وأضاف “حلاق” أن “الهدف من العراضة الشامية هو نقل العادات والتقاليد السورية إلى المجتمع العراقي بشكل عام والكردي في إقليم كردستان، وتعريفهم بعادات أهل الشام وطريقة احتفالاتهم”.
وأبدى الشاب العراقي ساسان غورغيز، إعجابه بالعراضة الشامية، وقال “سابقاً كنا نرى العراضة الشامية فقط على التلفاز من خلال المسلسلات السورية، لكن بعد قدوم السوريين إلى أربيل أضحت هذه العراضة جزءاً من احتفالاتنا”.
فيما تمنى راندي متي من سكان أربيل، من الفرقة الشامية أن تضيف الأغاني الفلكلورية الكردية إلى عروضها، بذلك تجذب الكثير من السكان الكرد، فيدعونها إلى مناسباتهم.