الصليب الأحمر: أي تصعيد محتمل في سوريا سيؤدي إلى انهيار البنية التحتية الهشة

دمشق – نورث برس

حذّر فابريزيو كاربوني، المدير الإقليمي للشرق الأدنى والشرق الأوسط باللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس الثلاثاء، من أن البنية التحتية التي وصفها بـ “الهشة” في شمال سوريا، “ستدمر إذا حدث تصعيد عسكري”.

وأضاف كاربوني في إفادة لصحيفة “ذا ناشيونال” أن “هذا قد يعرض عشرات الآلاف من الأشخاص للخطر”، في إشارة إلى التهديدات التركية الأخيرة بشن عمل عسكري بري في شمال شرق سوريا لم تحدد زمنه.

وأشار المسؤول في اللجنة الدولية إلى أن “شمال شرق سوريا منطقة هشة وغير مستقرة ومتنازع عليها ونأمل حقاً ألا يتصاعد العنف هناك؛ إذا حدث ذلك، فإنه يعرض الأشخاص والخدمات الأساسية للخطر”.

وتشهد مناطق شمال وشمال شرق سوريا منذ العشرين من الشهر الماضي تصعيداً عسكرياً للقوات التركية عبر المدفعية والطيران الحربي والمسيرات، وأسفرت عن فقدان العشرات لحياتهم وجرح آخرين من المدنيين والعسكريين، أعقبها تهديد لأنقرة بشن عمل بري عسكري موسع في المنطقة.

وشدد كاربوني على أن العنف “سيحدث في بيئة هشة ينتشر فيها الدمار على نطاق واسع؛ إنها أسوأ دولة تضررت في المنطقة”.

وقال: “كما قد لا تتمكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر من الوصول إلى مناطق النزاع، مما يعرض آلاف الأشخاص للخطر”.

وأضاف: “لا أعرف ما الذي سيفعله الناس في سوريا، إنه أمر لا يطاق حقًا، ولا أعرف أين يجد الناس القوة لتجاوز هذه الصعوبات”.

و”يحتاج حوالي 14 مليون سوري، نصفهم من الأطفال مساعدات إنسانية، وهو أعلى رقم منذ بدء النزاع في آذار/مار س 2011″، بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وقال كاربوني: “يوجد في البلاد أكبر عدد من النازحين داخليًا، حيث يعيش أكثر من 2.5 مليون شخص دون مأوى مناسب”.

وأكد على ضرورة إن الاهتمام الدولي “يجب أن يتجاوز الاستجابة الإنسانية في سوريا”.

وشدد على أنه “هناك حاجة إلى مزيد من المساعدة الدولية”.

وأضاف: “لقد أثرت سنوات الحرب على الاقتصاد، ودفعت 90 في المائة من السكان إلى ما دون خط الفقر، والبطالة لتصل إلى 50 بالمئة”.

وتأتي تعليقات مسؤول اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بعد أن دهست مركبة عسكرية تركية امرأة وطفلًا في بلدة بشمال سوريا الاثنين الماضي، ما أسفر عن مقتل الاثنين، وأثارت حالة من الغضب لدى سكان.

وأعرب فابريزيو كاربوني المدير الإقليمي للشرق الأدنى والشرق الأوسط باللجنة الدولية للصليب الأحمر عن أسفه عدم سير العملية السياسية في سوريا، “وفي نهاية المطاف، هذا هو الحل، ولن نتمكن كجهات فاعلة في المجال الإنساني من تعويض عدم وجود الحياة الطبيعية في سوريا”.

إعداد وتحرير: فنصة تمو