أنقرة تعلن شروطها للحوار مع دمشق وموسكو تجدد دعمها وترحيبها

غرفة الأخبار- نورث برس

مجدداً تلمح أنقرة لتقارب محتمل مع دمشق ولكن بشروط إذا ما تحققت يمكن من خلالها أن يلتقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره السوري بشار الأسد، وكل هذا وسط ترحيب روسي ليس بجديد.

وأمس الاثنين، قال متحدث الرئاسة التركية إبراهيم كالن، إن جميع تصريحات الرئيس التركي بشأن لقاءه مع نظيره السوري تحمل في مضمونها “رسائل للأخير”.

ولم يعد يخفَ على أحد العلاقة الترابطية بين ما يحدث اليوم على الأرض في سوريا ومسائل التقارب بين أنقرة ودمشق والتي طرحتها أنقرة لأول مرة على لسان وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو، في الحادي عشر من آب/ أغسطس الماضي.

وشدد أوغلو خلال مؤتمر صحافي، في ختام مؤتمر السفراء في العاصمة التركية أنقرة على ضرورة “إيجاد حل سياسي للقضية السورية عبر التوصل إلى اتفاق بين النظام السوري والمعارضة”، استناداً إلى القرار الدولي رقم 2254.

وتأتي التصريحات التركية في أعقاب تحضيرات قالت إنها تجريها لشن عملية برية في مناطق شمالي سوريا، بعد تصعيد لا زالت تشهده تلك المناطق منذ العشرين الشهر الماضي.

شروط متبادلة

وقال كالن، في تصريح صحفي لـ”موقع الجزيرة” إن الرئيس التركي، ومن خلال حديثه عن إمكانية لقائه الرئيس الأسد، فهو “يرسل برسائل للأخير”.

ومفاد تلك الرسائل أنه “إذا تصرف بمسؤولية وبدد المخاوف الأمنية لتركيا، وتمّ إحراز تقدّم بالمسار السياسي السوري، وضمان السلام والاستقرار الإقليميين، وكذلك ضمان الأمن على طول الحدود التركية السورية”، فإنه “مستعدّ للقائه”، حسب قوله.

أيضاً كانت لدمشق مطالب كشفت عنها مطلع آب/ أغسطس الماضي، وجاء ذلك على لسان السفير السوري السابق لدى تركيا نضال قبلان، حيث تصدرت تلك المطالب، “توقف تركيا عن دعم التنظيمات الإرهابية” في إشارة إلى فصائل المعارضة السورية الموالية لتركيا.

بالإضافة لعودة إدلب كاملة لسيطرة الحكومة إضافة لجمارك معبر (باب الهوى)، وكذلك الطريق التجاري الواصل بين دير الزور والحسكة، وطريق حلب – اللاذقية الدولي (M4)، كما تريد دمشق من أنقرة “سحب قواتها من الأراضي السورية وحل فصائلها هناك”، بحسب قبلان.

وأضاف: “عندها فقط، يمكن أن نقول بأن هنالك صفحة جديدة يمكن فتحها”، معتبراً أن “سوريا التي قدمت أثمانا باهظة للتورط التركي والممارسات العدوانية الكثيرة في الحرب على سوريا، لا يمكن أن تفعل ذلك مجانا أو مقابل ثمن بخس”.

ترحيب روسي

فيما أبدت موسكو في تصريح جديد استعدادها “للوساطة بين سوريا وتركيا واستضافة المفاوضات بين قيادتي البلدين”.

وقال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا ميخائيل بوغدانوف: “نحن على ثقة تامة بأن عقد مثل هذه اللقاءات يحتاج إلى نهج جاد وواضح، حتى لا يكون لهذا الاجتماع صفة رسمية فقط، بل ليحقق ​​نتائج إيجابية ضرورية لسوريا وتركيا والمنطقة بأسرها”.

وأضاف بوغدانوف في تصريح صحفي: “نرحب بهذه الخطوة ونحن مستعدون دائماً للتجاوب مع أصدقائنا السوريين وشركائنا الأتراك، وإذا كانوا يرون أن هناك فائدة في وساطتنا أو حاجة لتوفير منصة روسية لعقد مثل هذه الاجتماعات، فنحن دائما على استعداد”.

وأشار إلى أن عقد مثل هذا اللقاء يعتمد على الإرادة السياسية لقيادة البلدين.

والجمعة الماضي، قال مبعوث الرئاسة الروسية إلى سوريا، ألكسندر لافرينتيف، إن “بلاده تؤيد ترتيب لقاء بين الرئيسين السوري والتركي” مشيراً إلى أن الاتصالات بين مخابرات البلدين، سوريا وتركيا، قائمة ومتواصلة “ليس سراً”.

وأضاف أن “إمكانية أن يجتمع أردوغان والأسد دائماً متوفرة، ونحن دائماً نؤيد إمكانية ترتيب عقد مثل ذلك اللقاء”.

ويجمع مراقبون على أن ما تبديه موسكو بشأن التقارب بين أنقرة ودمشق، يأتي في أعقاب الحديث عن سحبها لبعض مواردها العسكرية من سوريا للتركيز على أوكرانيا  فهي لا تريد للنفوذ الإيراني أن يتسع هناك.

إعداد وتحرير: فنصة تمو