ليلة النزوح من تل فندر غربي تل أبيض… رواية على لسان أهالي القرية
عين العرب / كوباني – محمد حبش / نور الدين أحمد – NPA
"عمري سبعون عاماً من قرية تل فندر، منذ سبعين عاماً لم ننعم بيومٍ مريحٍ", بهذه العبارة يتحدّث جمعة محمد نازح من أهالي تل أبيض عن معاناة نزوحه من القرية، بعد انسحاب القوات الأمريكية من قاعدة تل فندر بيوم.
تعرضت قرية تل فندر في غربي تل أبيض بتاريخ 9 تشرين الأول / أكتوبر لغاراتٍ جويةٍ، تسببت بنزوح أهالي القرية في ذلك المساء المضطرب.
يضيف محمد وقد بانت ملامح الحزن على وجهه "لديّ حصانٌ قرب المنزل أطلقوا الرصاص عليه، الحصان يهرب ولكنه لا يعرف أين يتجه".
نزح أهالي قرية تل فندر إلى قرى كوباني ليقطنوا في مدرسة قرية كوروز شرقي المدينة، بعد أن أوقفت هيئة التربية والتعليم في شمال وشرق سوريا العملية التدريسية، نتيجة توافد النازحين للمدارس والعمليات العسكرية التركية.
أما عائشة بوزان وهي امرأةٌ تناهز من العمر /54/ عاماً، تقول: "في تمام الساعة الثامنة قصفت القرية، بدأ الأهالي بالخروج".
تضيف "كان الأطفال يصرخون، خرجنا مسرعين من القرية، حتى لم نجلب معنا ملابس الأطفال".
فيما يقول مصطفى محمد علي (زوج عائشة) إنّ "الطائرات التركية قصفت القرية بعشر غاراتٍ"، متسائلاً "ماذا بوسعنا أن نفعل غير الخروج من القرية؟!".
ويضيف علي أنّهم اضطروا لإخراج عائلة جارهم، لأنّه لم يكن في القرية تلك الليلة.
وكانت القوات الأمريكية قد انسحبت من قاعدتها في تل فندر بعد اتصالٍ أجراءه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها أهالي هذه القرية لهجمات, إذ كان قد أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان في آذار / مارس من العام 2014، أنّ تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) آنذاك، هجّر نحو /600/ كردي سوري من محافظة الرقة الخاضعة لسيطرته في شرق سوريا.
وقال المرصد حينها أنّ "الدولة الإسلامية في العراق والشام هجّرت من قرى تل أخضر وتل فندر واليابسة ومدينة تل أبيض نحو /600/ مواطن كردي بينهم مسنّون ونساء، عشية احتفالات المواطنين الكرد بالعيد القومي الكردي (النوروز)".
كما أكّد حينها على أنّ التنظيم أعتقل "عشرات الشبان الكرد من هذه المناطق وأطلقهم في ما بعد، وأعطاهم مهلةً لمغادرة المناطق التابعة لـ (ولاية الرقة)".
كذلك شدّد المرصد حينها أنّه "تمت مصادرة أملاك المواطنين الكرد الذين هجّرتهم الهيئة الشرعية التابعة للدولة الإسلامية بحجة تأييدهم لوحدات حماية الشعب".