صحيفة بريطانية تتحدث عن عوامل تستغلها تركيا لشن هجمات على سوريا
دمشق – نورث برس
كشفت صحيفة بريطانية، الأحد، عما تستغله تركيا لشن هجماتها على شمال سوريا، بما في ذلك حاجة الغرب إليها، و انشغال روسيا في “غزو” أوكرانيا.
وذكرت صحيفة “تلغراف” البريطانية ضمن تقرير لها، مرفق بخلفيات عن الهجمات التركية الأخيرة ورفض واشنطن عملية برية جديدة لأنقرة، بعض السطور التي تشير إلى أنها عوامل تعزز الموقف التركي وتمكنها من استغلال الفرص.
وقالت الصحيفة إن روسيا وهي مصدر الدعم الذي يتلقاه الرئيس السوري، بشار الأسد، منذ عام 2015، منشغلة الآن “بغزو أوكرانيا”.
وفي غضون ذلك، ترى تركيا أن لديها حافز أكبر في متابعة “طموحاتها” في سوريا، حيث أصبحت أنقرة “لا غنى عنها” بالنسبة للغرب، وفقاً للصحيفة.
وبصفتها عضوًا في الناتو، تشير الصحيفة إلى أن تركيا لها التأثير في تحديد مصير فنلندا والسويد في عملية انضمامها إلى الحلف.
وبالمثل، فإن الدعم العسكري التركي لأوكرانيا التي تمثلت بطائرات “بيرقدار المسيرة”، والتي كان لها تأثير في ساحة القتال ضد روسيا، دفع الغرب إلى أن تكون أقل استعدادًا لتحدي أنقرة.
ونقلت الصحيفة عن إليزابيث تسوركوف، عضو في معهد نيو لاينز للاستراتيجيات والسياسة ومقرها الولايات المتحدة، “أنهم (تركيا) في مكان يمكّنهم من استغلال ذلك الآن”.
وذكر التقرير أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يشعر بالراحة الكافية مع نفوذه المتزايد ليعلن أن هجومه على سوريا سيبدأ “في الوقت الأكثر ملاءمة”.
وهذا ما فسره مراقبون أنه يسعى إلى حشد قاعدته القومية قبل الانتخابات في حزيران/يونيو المقبل.
لكن بالمقابل يوجد تهديد آخر قد يدفع الدول الغربية إلى إعادة النظر في المعطيات، وهو تنامي “داعش” في المنطقة.
وأشارت الصحيفة اليومية البريطانية إلى إن سبب وقف قوات سوريا الديمقراطية “قسد” التي لها الفضل في دحر “داعش”، ليس لأن التنظيم لم يعد يشكل تهديدًا ، بل لأنها (قسد) كانت تواجه قصفًا تركيًا مستمرًا وتهديدًا بغزو آخر.
وسرعان ما تصاعد الموقف الأميركي وحثت على “وقف التصعيد الفوري”، محذرة من أن الضربات الجوية التركية “تهدد بشكل مباشر سلامة قواته ويقوض الحرب ضد داعش وكذلك الاستقرار”.
إضافة إلى ذلك، نقلت الصحيفة عن مسؤول في وزارة الخارجية السورية دون ذكر اسمه، القول إن “الرغبة التركية في بدء هجوم عسكري انتهازية ويرجع ذلك أساسًا إلى لامبالاة روسيا بسبب أوكرانيا”.
كما ذكرت الصحيفة حديثاً منسوباً لقائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، أنه إذا كان مقتل زعيم آخر لداعش إشارة إلى تنامي التنظيم المتشدد مرة أخرى ، فإن الهجوم التركي قد يوفر للتنظيم مجال التنفس الذي تحتاجه للعودة.