منزلٌ من دون جدران

على الأطراف النائية من حي أم فرسان بالقامشلي, تحمل شحيده العنيزي (35 عاماً), إبرة وخيطاً متفقدةً رُقع الأقمشة التي حاوطت بها منزلها بدلاً من الجدران.

ويبدو أن مقولة الشاعر أبو الطيب المتنبي “المصائب لا تأتي فرادى”، تنطبق على حال “العنيزي”، فالحرب بداية، تلاها فقدان الزوج برصاص طائش أثناء اشتباكات بين فصائل المعارضة والقوات الحكومية, وتدمر منزلها بالكامل.

 لترسو بها عواصف الحياة أخيراً في خيمة على أطراف مدينة القامشلي مع طفلين بلا أي مستلزمات.

بعد تسع سنين من ادخار المال والتقنين الحاد في المصروف, والعمل لساعات طويلة في عدة ورشات خياطة وبأجور “قليلة” في سبيل تأمين وجبة طعام لطفليها، تمكنت النازحة من شراء آلة خياطة واستئجار منزل ومحل صغير, لتبدأ السيدة بمشروعها الخاص بخياطة الملابس.

 تقول وعلى وجهها ترتسم ابتسامة, “كافحت ولم أستسلم رغم كل شيء صار، قدرت وقف على رجلي واعتمد على حالي لعيّش ولادي من عرق جبيني”.

تصوير: نالين علي

إعداد النص: هلز عبد العزيز