مسيحيو الجزيرة من كابوس تنظيم الدولة إلى الإبادة التركية
القامشلي- سركون يوسف- NPA
يتخوف المكوّن المسيحي في منطقة الجزيرة السورية من الهجمات التركية على مناطق شمال وشرقي سوريا, والتي تسببت بنزوح كامل المدنيين ومن بينهم مسيحيون من مدينة رأس العين/ سري كانيه وتل أبيض/كري سبي, فضلاَ عن نزوح بعض العائلات من مدينة القامشلي تخوفاً من استهدافها.
وأشار رابيل الياس من شبيبة كنيسة السريان الكاثوليك لـ"نورث برس" إلى أنّ التفجيرات "الارهابية" التي استهدفت المناطق المسيحية في مدينة القامشلي كان هدفها التهجير وزرع الخوف بين شعوب المنطقة, منوهاً أنّ المكوّن المسيحي كان مُستهدفاً منذ بداية الأزمة السورية.
ونوه الياس أنهم عاشوا حالةً من الأمان والاستقرار, مبيناً أنّ الاجتياح التركي لمناطق شمال وشرقي سوريا عاد لاستهدافهم من جديد في العديد من مدن الشمال السوري ولا سيما في مدينة رأس العين/ كري سبي, متسبباً بتهجير العوائل المسيحية من المنطقة.
بدورها تمنت ميرنا صليبا مسؤولة "التعليم المسيحي" بكنيسة السريان الكاثوليك بالقامشلي (مركز للتعليم الديني للأطفال ضمن الكنيسة) أن يعمّ السلام والاستقرار في المنطقة قائلةً " نود أن نصلي في كنائسنا بأمانٍ دون خوفٍ وتعود الكنائس ممتلئةً بالمسيحيين مثل ما كانت عليه سابقاً".
وقال داؤود داؤود مسؤول المنظمة الأثورية الديمقراطية لـ"نورث برس" إنه في ظروف الأزمة السورية تعرض المجتمع السوري بكل مكوناته إلى تهديداتٍ خطرةٍ استهدفت وجوده بكل أطيافه، مشيراً إلى أنّ المكوّن المسيحي اُستهدف بشكلٍ خاص.
وأضاف داؤود أن مسلّحو تنظيم "الدولة الاسلامية"(داعش) عندما اجتاحوا الأراضي السورية, استهدفوا المسيحيين في /34/ قرية سريانية آشورية في منطقة الخابور، واعتقلوا ما يزيد عن /250/ شخصاً من أطفال ونساء ورجال، منوهاً أنّ الأحياء المسيحية في مدينة القامشلي اُستهدفت أيضاً بعدة تفجيرات.
وأكّد داؤود أنّ الاجتياح التركي للشمال السوري الآن لا يستثني أيّ مكوّن من مكوّنات المنطقة لتزرع في قلبه الخوف والقلق من جديد مثل ما حدث بمناطق أخرى كعفرين ورأس العين/ سري كانيه و تل أبيض/ كري سبي.
وبحسب داؤود أنّ القوى الدولية إلى الآن تتصارع على سوريا وعلى حساب الشعب السوري عموماً وهذا "ما شكّل شعور إحباطٍ بأنه لا يوجد أمل لنهاية الصراع وعودة الأمان لمناطقنا".
ويرى حنا صومي مسؤول كومين في حي الوسطى بمدينة القامشلي (يسكنه غالبية مسيحية) أنّ المكوّن السرياني الآشوري الكلداني والمسيحي عامةً مهددٌ بالإبادة الجماعية بسبب سياسات حزب العدالة والتنمية المؤسس على المذهب الديني أو ما يسمى "بالإسلام السياسي", حسب قوله.
و في سياقٍ متصلٍ أشار صومي إلى أنّ التاريخ يعيد نفسه كما كان في عام 1915 عندما قام "المرتزقة الذي ارتهنوا لهذا المشروع الإسلامي السياسي بإبادة شعبنا"، منوهاً أنّهم الهجمات التركية تسببت بتدمير كنيسةٍ بالكامل في مدينة رأس العين/ سري كانيه, فضلاَ عن تهجير كافة المكوّن المسيحي من المدينة.
ونوّه صومي إلى أنّ المسيحيين يخافون الذهاب إلى الكنائس "خوفاً من التكفيريين والارهابيين أن يفجروا نفسهم", مناشداً المجتمع الدولي أن يتدخل كون "ناقوس الخطر دق بوجود مشروعٍ مستمر لتفريغ المنطقة من شعبها الأصلي".