مقايضة جديدة بين روسيا وتركيا يخشاها سكان في إدلب

إدلب – نورث برس

أمام خيمته في تجمع لمخيمات الجزيرة قرب بلدة أطمة شمال إدلب, يجلس الثلاثيني فادي الفخر (38 عاماً) وهو يقلب بين الصفحات والمواقع الإخبارية عبر خاصية الإنترنت على جهازه الخليوي، باحثاً عن آخر التطورات العسكرية والسياسية في المنطقة.

ومنذ العشرين من الشهر الماضي، تهدد تركيا بشن عملية عسكرية برية على مناطق شمالي سوريا، في أعقاب هجمات جوية حربية ومسيرة شنتها مؤخراً على مناطق متفرقة في شمالي وشمال شرقي البلاد، استهدفت معظمها البنى التحتية، قضى فيها مدنيون وعسكريون للحكومة وقوات سوريا الديمقراطية “قسد”.

ويتصفح “الفخر” النازح من بلدة حاس جنوبي إدلب, ويملئه شعور يغلب عليه التحسر والأسف، متمنياً لو أن “الحشود العسكرية التي  يتم تحضيرها كانت على قراهم الواقعة تحت سيطرة الحكومة بدلاً من مناطق شمال شرقي سوريا”.

ويقول: “ربما حينها يمكننا العودة إلى منازلنا”.

تحقق مقايضات

ويتخوف “الفخر”، شأنه شأن  نازحين وسكان في إدلب، من حدوث مقايضات بين موسكو وأنقرة, فتسيطر الأخيرة على “مناطق غرب الفرات ومقابل ذلك تمنح مناطق من إدلب ومن أرياف حماة وحلب للحكومة”.

ولطالما تحاول موسكو جاهدة تحقيق التقارب بين أنقرة ودمشق بما يحقق مصالحها، واليوم وبالرغم من التحذيرات التي تطلقها بشأن العملية العسكرية التركية المحتملة شمالي سوريا، يظل الخوف من تحقق المسعى الروسي يلاحق سكاناً ونازحين.

وفي الرابع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن العملية البرية التركية في سوريا قد تزيد التوتر في المنطقة وتؤدي إلى زيادة النشاط “الإرهابي”.

فيما تذهب العديد من التقارير الصحفية إلى أن روسيا “لا تحتاج لمقايضة مدن مع أنقرة، فإن أرادت شن هجمات على إدلب لن يمنعها شيء، وعذرها جاهز هنا آلا وهو استمرار الهجمات الإرهابية في المنطقة”.

ويقول “الفخر” لنورث برس، إن “معظم النازحين في المخيم يرفضون العملية العسكرية التركية المحتملة على مناطق شمال شرقي سوريا”.

ويضيف: “نحن نريد هذه الحشود على حدود قرانا ومدننا التي يسيطر عليها النظام منذ نحو أربع سنوات, لا نريد أن نكون جداراً بشرياً لتركيا التي لا يهمها سوى مصالحها ونحن مجرد أرقام بالنسبة لها”.

من جانبه يقول أكرم الحلاق (48 عاماً) النازح من مدينة كفرنبل جنوبي إدلب إنه “منذ دخول تركيا إلى البلاد قبل نحو خمس سنوات لم نرَ الخير، الجميع يعلم أنه قبل دخولها بأشهر على أنها دولة ضامنة، كانت قوات النظام تبعد عن كفرنبل أكثر من 50 كيلومتر”.

ويضيف “الحلاق” النازح في بلدة أورم الجوز بجبل الزاوية”: “بعد دخول تركيا بأشهر بهدف منع قوات النظام من التقدم بدأنا نخسر المنطقة تلو الأخرى، وها نحن اليوم نعيش تحت الخيام كحرس للحدود التركية”.

نزوح جديد

ويخشى طلال الأحمد (41 عاماً) الذي نزح  منذ سبع سنوات مع عائلته من بلدة كفر حمرة غربي حلب إلى مدينة أريحا جنوبي إدلب, من “النزوح مجدداً من  مدينة أريحا التي تعتبر الهدف الأول للنظام السوري وروسيا حال الاتفاق على عملية التبادل كونها تقع جنوب الطريق الدولي حلب – اللاذقية المعروف بـ M4”.

ويضيف “الأحمد” لنورث برس: “نزحت أكثر من أربع مرات داخل إدلب بسبب العمليات العسكرية, وأصبح الخوف من أي عمل عسكري في شمال غربي سوريا أو شرقها يلاحقنا باستمرار”.

فالسياسة التركية “علمتهم أنه حتى الخطوط الحمراء قابلة للبيع والشراء”، بحسب النازح.

إلى ذلك ووفقاً لتقارير، يتوقع ناشطون أن تسيطر قوات الحكومة السورية وروسيا حال اتفاقها مع تركيا على منطقة جبل الزاوية جنوبي إدلب ومدينة جسر الشغور غربها، بهدف السيطرة على الطريق الدولي حلب – اللاذقية المعروف بـ M4، مقابل سيطرة تركيا على مناطق جديدة في شمال شرقي سوريا.

إعداد: بهاء النوباني- تحرير: رنا سليمان