بالقرب من الحدود.. حياة سكان بالقامشلي “مرتبطة” بالقصف التركي
القامشلي – نورث برس
كان من المفترض وقبل نحو عشرة أيام أن ترمم عائلة شادية سقف منزلها الطيني استعداداً للشتاء لكن تصعيد القصف التركي على شمال شرقي سوريا وسقوط قذيفة بالقرب من المنزل، دفعهم للتريث وتأجيل الأمر.
شادية حسين (50 عاماً) من سكان قرية محمقية على الحدود السورية التركية بمدينة القامشلي، تقول إنهم لا يخاطرون للصعود إلى سطح المنزل وترميمه، فذلك قد يجعلهم هدفاً محققاً للرصاص التركي.
وتضيف: “أيدينا مربوطة, كل شيء متوقف، لا نعلم في أي دقيقة يحدث القصف ونخرج من منازلنا، لا نستطيع العيش بشكل طبيعي وممارسة حياتنا اليومية, حياتنا مرتبطة بالقصف”.
والأسبوع الماضي، سقطت قذيفة تركية خلف منزل العائلة، ما سبب هلعاً وذعراً بين سكان القرية الذين كما “حسين” تركوا منازلهم واتجهوا صوب المدينة وعادوا بعد ساعات.
ويشكل التصعيد العسكري التركي مؤخراً على شمال شرقي سوريا، هاجساً يؤرق سكان القامشلي وخاصة الذين تحاذي منازلهم الحدود السورية التركية ولا سيما بعد استخدام أنقرة طائرات حربية في قصف المنطقة.
الضربات الجوية والبرية التي نفذتها تركيا خلال الأسبوع الماضي، كانت الأعنف منذ عمليتها العسكرية ضد سري كانيه وتل أبيض عام 2019، استهدفت خلالها عشرات المواقع على طول الحدود شمال شرقي سوريا، ولاتزال عمليات القصف مستمرة بشكل متقطع في عدة مناطق.
ونتيجة لذلك، نزح سكان قرى متاخمة للحدود التركية باتجاه الداخل بعيداً عن مرمى الاستهداف التركي.
وبينما تواجه شمال شرقي سوريا خطر عملية برية جديدة تلوح بها أنقرة، يصعب على “حسين” ترك منزلها وقريتها التي لم تغادرها يوماً، وتقول بلهجتها المحلية، “نحن صحاب القرية، ولدنا هنا وعشنا هنا، وين نروح بحالنا إذا صار قصف هون!”.
والأحد الماضي، سقطت قذيفة مدفعية مصدرها الجانب التركي بالقرب من طريق قرية تل فارس جنوب ناحية هيمو غرب القامشلي.
ورغم عودة الهدوء إلى القامشلي منذ يومين، إلا أن القلق لا يزال ينتاب دلال، إذ تخشى أن يكون منزلها هدفاً للضربات التركية في حال تجدد القصف.
وبينما تجلس أمام باب منزلها في محمقية تقول دلال خليل (45 عاماً)، إنهم أصيبوا بحالة ذعر شديد أثناء سقوط عدة قذائف على القرية الاسبوع الماضي.
وتضيف بينما يكتنفها هي الأخرى القلق أن تنفذ تركيا عمليتها البرية، “ليس بالسهل علينا ترك منازلنا والخروج منها”.
وتزيد على كلامها بينما تسترق النظر إلى منزلها تزيد على كلامها، “قضينا عمرنا ونحن نبيني هالبيت، في حال حدث أي هجوم سنلجأ لمركز المدينة، لا نستطيع الابتعاد عن منزلنا”.
وعلى طريق الحزام مقابل الحدود السورية التركية بالقامشلي، يتفقد عبد الغني مرعي(58 عاماً) برفقة صاحب المعمل مواد البناء بعدما اضطروا لإيقاف العمل فيه وصرف العمال إلى منازلهم خوفاً من قصف قد يطالهم بشكل مباشر.
“مرعي” نازح من مدينة دير الزور كان قد لجأ إلى القامشلي منذ سنوات، “بحثاً عن حياة آمنة لأولادي” ويعمل كمحاسب في معمل خاص بمواد البناء.
ومنذ العشرين من الشهر الجاري، يشير “مرعي” إلى أن صاحب المعمل وبسبب قرب موقعه من الحدود التركية، أوقف العمل ولكن ذلك أضر بالعمال الذين يتقاضون أجرتهم بشكل يومي.
وفي حيرة من أمره، يتساءل الرجل الخمسيني، “لا نعرف ماذا نفعل، إن شنت تركيا هجوماً جديداً على المنطقة؟ إلى أين نذهب؟”.