“ليس لدينا ساعة مخصصة للنوم”.. القصف التركي يقض مضاجع سكان غربي كوباني

كوباني-  نورث برس

منذ عشرة أيام مضت، لم تنم غزال ليلها مطمئنة، تبيت صاغيةً أذنيها وتستمع لأصوات القصف المهولة، خشية أن تطالها إحدى القذائف أو تسقط بقرب منزلها.

تعيش غزال محمود (52 عاماً) مع زوجها العاجز في قرية خورخري على الحدود السورية التركية نحو 39 كم غربي كوباني، وباتت تنتظر الفجر أكثر من ذي قبل، حتى يتسنى لها الخروج من غرفتها خوفاً أن تُهدم فوق رأسها بقذيفة تركية.

وسبّب القصف التركي العنيف الذي بدأ مطلع الأسبوع الماضي، حالة من الهلع والذعر لدى سكان كوباني وريفها، ولا يزالون يعيشون حالة من القلق خوفاً من قصف يطال منازلهم، ويحضرون أنفسهم للنزوح.

تقول “محمود”، إن “الأطفال هنا كلهم خائفون، الخوف بادٍ على وجوههم نتيجة الأصوات المرعبة المصاحبة لوقوع القذائف ومناظر أعمدة الدخان والدمار وأصوات الطائرات الحربية، إنهم يسهرون مع ذويهم حتى مطلع الفجر”.

وخلال الأسبوع الماضي، استخدمت تركيا الطيران الحربي في قصف مناطق عدة على الشريط الحدود السوري، وذلك لأول مرة بعد عمليتها العسكرية ضد سري كانيه وتل أبيض 2019.

وبعد مرور عشرة أيام من التصعيد العسكري البري والجوي، تستمر القوات التركية وبشكل متقطع استهداف قرى على الشريط الحدودي في كوباني وزركان شمالي الحسكة وريف حلب الشمالي.

لكن نيازي يستغرب مرور الدوريات الروسية التركية المشتركة في قراهم، وسط استمرار القصف المدفعي التركي.

يقول نيازي أوسو (41عاماً) من قرية خورخري، إنه “رغم من مرور الدوريات الروسية التركية المشتركة من القرية، ورؤيتهم بعين اليقين بعدم وجود أي مظاهر عسكرية في القرية لا يتوقف القصف، لماذا هذا العدوان ضدنا”.

وتتعرض قرابة 40 قرية آهلة بالسكان على الحدود السورية التركية، على مرأى الدول الضامنة دون أن تحرك ساكناً، أو توقف الاعتداءات التركية.

يضيف “أوسو”، أن “أطفالنا لم يروا النوم منذ عشرة أيام، إلى متى سنبقى على هذا الحال؟”.

ويشير الرجل إلى أن الأطفال تعرضوا نتيجة القصف وأهواله وأصوات القذائف والطيران إلى أزمات نفسية، “هذه الحرب، هي حرب نفسية تُمارس ضدنا”.

ويستهدف حرس الحدود التركي، سكان القرى الحدودية من مزارعين ورعاة ماشية، أطفالاً ونساء ورجال بالرصاص الحي، وفق “أوسو”.

فيما يرى عبدو، أن الوضع أشبه بقانون الغاب، “القوي يأكل الضعيف، وهذه الدول التي تعتبر نفسها ضامنة لوقف إطلاق النار، تقضي مزيداً من الوقت لإطالة الأزمة السورية”.

ويقول عبدو بكنادي (57عاماً) من سكان قرية بوبان 24 كم غربي كوباني، إن “الدولة التركية تمارس ضدنا حرباً إرهابية وتسعى إلى إخافة السكان وزرع الذعر في نفوسهم”.

ويطرح وجهة نظر سابقيه ذاتها، أن القصف التركي بالمدافع والدبابات والقنابل الضوئية، يشكل رعباً لدى الأطفال.

ويؤيده بذلك مسلم أحمد من سكان قرية سفتك غربي كوباني، بأن الضغط النفسي على سكان القرى كبير، “الناس في حالة نفسية يرثى لها نتيجة القصف التركي العشوائي ضد القرى الحدودية غربي كوباني”.

ويقول: “ليس لدينا ساعة مخصصة للنوم، بشكل يومي تتعرض قرانا للقصف، لا ليلنا ليل ولا نهارنا نهار، وسط ظروف شتاء بدأ بقساوة هذا العام”.

إعداد: سامر عثمان – تحرير: أحمد عثمان