مخلفات “داعش” تمنع سكاناً في درعا العودة إلى منازلهم

درعا ـ نورث برس

بعد انتهاء الاشتباكات والحملة ضد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، في درعا، عاد صقر إلى منزله في حي طريق السد، لمعاينة الأضرار وترميمه، إلا أنه لم يستطع الدخول.

وغادر صقر السويداني (43 عاماً), وهو اسم مستعار لأحد سكان حي طريق السد بدرعا، الحي منذ بداية الاشتباكات والتي جرت نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بين مسلحين محليين في درعا وعناصر من “داعش”.

 يقول “السويداني”، لنورث برس: “بعد انتهاء الاشتباكات والحملة عدت للمنزل لمعاينة الأضرار وترميمه لنعود إليه, لكني تفاجأت بوجود عبوة ناسفة كبيرة مؤلفة من لغميين متلاصقين داخل المطبخ”.

وما كان من الرجل إلا أن غادر المنزل فوراً، وتواصل مع عناصر المجموعات المحلية لإرسال مختصين من الحكومة لإزالة العبوات من المنزل، والتعامل معها في مكان بعيد عن المناطق السكنية.

ولكن “السويداني” قوبل بردٍ صادم حيث طلب منه الانتظار وعدم العودة إلى منزله لحين إرسال القوات الحكومية لتفكيكها.

وبالرغم من انتهاء العملية ضد تنظيم “داعش” في درعا، جنوبي سوريا، منذ أكثر من أسبوعين, إلا أن عشرات العائلات لا تستطيع العودة إلى منازلها بسبب مماطلة السلطات بتفكيك مخلفات “داعش” المزروعة في منازلهم.

وفي الثلاثين من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أعلنت المجموعات المحلية عن عملية عسكرية ضد خلايا تنظيم داعش في حي طريق السد واستمرت الحملة لأسبوعين تقريباً، حيث استطاعت المجموعات المحلية من السيطرة على الحي بعد فرار خلايا التنظيم خارجه.

وأسفرت الحملة عم مقتل 8 عناصر بصفوف المجموعات المحلية، ومدنيين اثنين بينهما طفل، بينما قتل أكثر من 25 عنصراً من خلايا التنظيم.

واتبع التنظيم في درعا سياسة تفخيخ المنازل والشوارع بعبوات ناسفة، وتفجيرها لمنع عناصر المجموعات المحلية من التقدم، بحسب مصدر من المجموعات المسلحة.

وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، لنورث برس، أن عناصر التنظيم كانوا يقومون “بدفن قتلاهم داخل حدائق المنازل التي يتحصنون فيها”.

وعاد رامز إلى منزله في منطقة الحمادين في حي طريق السد، وأعاد ترميم الضرر البسيط الذي خلفته الاشتباكات.

لكن فرحت رامز أبو نبوت (39 عاماً)، بالعودة لم تدم، فبعد أيام من عودته صرخ أحد أطفاله الذين كانوا يلعبون في حديقة المنزل منادياً أبيه “تعال انظر هناك شيء غريب هنا”.

ولحظة خروجه تفاجأ بعبوتين ناسفتين تم تغطيتهما بأغصان الأشجار، وتم تجهيزهما بصواعق وأسلاك شفافة جاهزة للانفجار عند ملامستها.

وما كان من “أبو نبوت”، إلا أن غادر المنزل مرة أخرى، مغلقاً الحديقة لكي لا يدخلها أحد، وقام بإعلام الجيران بوجود المتفجرات حتى يأخذوا حذرهم.

ومن بعيد، يراقب الرجل منزله الذي لا يستطيع العودة إليه، حتى يتم نقل العبوات منه، “أخشى كثيراً أن تنفجر ويتضرر المنزل”.

وبحسب محمود العلوان (52 عاماً)، اسم مستعار لأحد أعضاء لجنة الحي, فإن اللجنة بالتعاون مع المجموعات المحلية تعمل جاهدة على استقطاب فرق هندسة مختصة للعمل على إزالة مخلفات التنظيم, وتم التواصل لعدة مرات خلال الأسبوعين الفائتين لحل معضلة العبوات الناسفة إلى أنه دون نتيجة.

كما أكد على أن ضباط القوات الحكومية يرفضون إرسال الفرق الهندسة إلى الحي إذ يعتبرون المنطقة غير آمنة لعناصرهم.

وقال “محمود” لنورث برس، إن هناك أكثر 35 عائلة لم تتمكن حتى اللحظة من العودة إلى منازلها في الحي بسبب انتشار العبوات الناسفة.

وأضاف أن لجنة الحي عملت على كافة الإجراءات الاحترازية لتحديد مواقع العبوات ومنع أحد من الاقتراب، عبر إغلاق بعض الطرق وتنبيه السكان عبر غرف خاصة بسكان الحي على تطبيق واتس آب.

إعداد: مؤيد الأشقر ـ تحرير: قيس العبدالله