سكان بريف ديرك قلقون على مصيرهم من التصعيد العسكري التركي
ديرك – نورث برس
على بعد 7 كم من معمل الغاز بالقرب من قرية السويدية بريف ديرك، أقصى شمال شرقي سوريا، يخشى فاضل كما حال الكثير من السكان على مصيره، في ظل استمرار تركيا بتصعيدها العسكري ضد المنطقة وتهديدات بشن عملية برية جديدة.
يقول فاضل الخدعان (47 عاماً)، وسط قريته الخدعان بريف ديرك، “عندما قصفت تركيا معمل الغاز، أولادنا أصابهم الخوف وانقطع التيار الكهربائي والماء”.
ويضيف لنورث برس: “هذه ليست المرة الأولى التي تقصف تركيا مناطقنا، نخاف من زعزعة الاستقرار وأن ينزح السكان من قراهم”.
ومنذ العشرين من الشهر الجاري، صعدت تركيا وتيرة قصفها على مدينة ديرك شرقاً حتى منبج غرباً ومناطق بريف حلب الشمالي.
واستخدمت تركيا خلالها ولأول مرة بعد عمليتها العسكرية ضد سري كانيه وتل أبيض عام 2019، طائرات حربية استهدفت بنى تحتية حيوية أخرجتها عن الخدمة.
وأبرز هذه المنشآت هي محطات نفطية ومعمل الغاز ومحطة الكهرباء بريف ديرك.
وفي اليوم الأول من الهجوم التركي، طال القصف محطة كهرباء بقرية تقل بقل عند جبل كراتشوك بريف ديرك، أدى لتدمير المحطة وانقطاع التيار الكهربائي عن 65 قرية بريف ديرك.
وتسببت هذه الهجمات بفقدان 14 مدنياً لحياتهم، وفقاً لما ذكره الجنرال مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية في تصريح للوسائل الإعلامية.
ورغم عودة الهدوء نسبياً في ريف ديرك، إلا أن القلق لا يزال يعتري السكان من تصعيد عسكري تركي جديد على المنطقة، يسير بالأوضاع نحو الأسوأ.
وفي قرية السويدية التي تبعد مسافة 3 كم من معمل الغاز المستهدف، لا يخفي الشاب روجهات حسن مخاوفه كما حال سكان قريته من دوي أصوات القصف التي هزت منطقتهم بفعل الطيران التركي.
ويقول بينما لا تزال قريته تعاني من تداعيات القصف التركي على المعمل، “حتى الآن وضع الكهرباء غير مستقر والأطفال لا يرتادون المدارس”.
ويضيف: “السكان خائفون ويخشون على مصيرهم وحياة أولادهم”.
مع عودة الهدوء، يسعى السكان لإعادة عجلة الحياة كما السابق وبث الحياة ضمن قراهم التي عاشت أياماً عصيبة.
وعلى جانب الطريق الرئيسي المؤدي إلى معمل السويدية للغاز والذي عادت حركة السير إليه بشكل اعتيادي، يسرح الرجل الستيني سعيد محمد بقطيع أغنامه بينما يتبادل أطراف الحديث مع بعض رجال قريته سيكرا.
ويقول “محمد” الذي تبعد قريته عن المعمل مسافة 3 كم، عن وضع المنطقة “تركيا دولة عديمة الإنسانية، تقصف المنشآت المدنية، أصابنا الرعب بسبب القصف ونخشى أن يتكرر الأمر مرة أخرى”.
ويضيف بانفعال “لو تركيا جادة فلتذهب إلى الجبهات للقتال بدون طائرات، وليس ضرب المناطق الآهلة بالسكان وتقطع عنهم الكهرباء والخبز والماء”.
ويأبى الرجل الستيني النزوح من قريته كما أقرانه من سكان المنطقة، مطالباً العالم ومنظمات حقوق الإنسان بردع تركيا عن استهداف المدنيين العزل.
ويزيد على كلامه، “نحن خائفون، لكن لن نهاجر من أرضنا”.