مساعٍ روسية جديدة لتحقيق التقارب بين أنقرة دمشق

إدلب- نورث برس

لا تدخر موسكو جهداً في تحقيق التقارب بين أنقرة ودمشق بما يحقق مصالحها، حيث فتحت التصريحات الجديدة التي أطلقها مبعوث الرئيس الروسي لسوريا ألكسندر لافرنتييف، أمس الاثنين، الأبواب مجدداً حول هذا المسعى، وسط تصعيد تركي في الشمال السوري.

وقال ألكسندر لافرنتييف، إن لقاء الرئيسين السوري والتركي، “خطوة حاسمة وقوية، لكننا نعتقد أن الظروف الملائمة لم تتهيأ بعد”.

ويتزامن تصريح لافرنتييف مع تحرك روسي في ظل تزايد حدة التهديد التركي بشن عملية عسكرية محتملة في الشمال السوري، تجلت في محاولات لفها الغموض في خطوة ربما تهدف لكسب تنازلات من الإدارة الذاتية لصالح دمشق، بحسب مراقبين. 

ومنذ العشرين من الشهر الجاري تهدد تركيا بشن عملية عسكرية برية على مناطق شمالي سوريا، في أعقاب هجمات جوية حربية ومسيرة شنتها مؤخراً على مناطق متفرقة في شمال وشمال شرقي البلاد، استهدفت معظمها البنى التحتية، قضى فيها مدنيون وعسكريون للحكومة وقوات سوريا الديمقراطية “قسد”.

اتصالات مستمرة

وأكد مبعوث الرئيس الروسي حول وضع الشرق الأوسط ألكسندر لافرنتييف، إن الاتصالات بين أنقرة ودمشق “مستمرة”.

وأضاف، “نعتقد أنه يجب توسيعها، وينبغي إجراء مثل هذه الاتصالات من خلال وزارات الخارجية، وبعض هياكل الدولة الأخرى التي من شأنها حل تلك القضايا ذات الأهمية الكبيرة للبلدين، سواء بالنسبة لسوريا، أو لتركيا”.

وأبدى لافرنتييف، استعداد بلاده لتقديم أي مساعدة وساطة ممكنة، بين البلدين، مع تأكيده على أنه “يمكن القيام بالاتصالات على أساس ثنائي”.

وأشار إلى أن موسكو ستسعى بالوساطة، مع الأخذ في الاعتبار، “حقيقة أن أردوغان أدلى بتصريحات مفادها أن بشار الأسد يجب أن يترك منصبه”.

ويرى المبعوث الروسي ألكسندر لافرنتييف أنه “يجب تحضير اجتماع بين رئيسي تركيا وسوريا، ويجب أن يتم تهيئة الظروف”.

وتحدث تقرير نشرته نشرت صحيفة “إزفيستيا” الروسية منتصف أيلول/ سبتمبر الفائت، عن ترحيب دمشق بتطبيع العلاقات مع أنقرة،  وأشارت إلى تصريح سابق لأردوغان  أوضح فيه أن ” تركيا ليست لديها نوايا مبيتة تجاه الرئيس السوري بشار الأسد ولا تسعى للإطاحة به”.

والثلاثاء الماضي، قال مسؤول في حزب الحركة القومية التركي، إنه “ليس هناك أي دولة تتوسط لترتيب لقاء بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس النظام السوري، بشار الأسد”.

وأضاف مستشار رئيس حزب “الحركة القومية” التركي، عبد الرحمن باشكان، في إفادة صحفية أن “أردوغان ليس بحاجة إلى وسيط من أجل اللقاء مع الأسد”.

وفي الرابع والعشرين من الشهر الجاري، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إنه “من الممكن أن ألتقي مع الرئيس السوري بشار الأسد”، مضيفاً أنه “لا توجد خصومة دائمة في السياسة”.

 وجاء ذلك  في رد له على سؤال للصحفيين، بعد انتهاء اجتماع الكتلة البرلمانية، “هل ممكن أن يلتقي بالرئيس السوري بشار الأسد؟”.

خلافات واتهامات متبادلة

في السابع والعشرين من الشهر الجاري، شدد المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، على أن “مستوى العلاقات بين روسيا وتركيا يسمح للدولتين بحل الخلافات القائمة بشأن سوريا من خلال المفاوضات مكثفة وإن كانت طويلة”.

وجاء هذا التصريح عقب توجيه الرئيس التركي اتهاماً لحليفتها روسيا بأنها لم تنفذ التزاماتها في إشارة إلى مذكرة التفاهم التي وقعها البلدين في إطار وقف إطلاق النار في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2019.

ولم ينكر بيسكوف في حديثه لوسائل إعلام روسية “وجود الخلافات مع تركيا بشأن سوريا”.

وأشار إلى تصريحات الرئيس التركي حول مزاعم عدم وفاء موسكو بالتزاماتها، وقال: “كانت هناك أيضاً تصريحات من ممثلينا قالوا إننا أيضاً غير راضين عن الطريقة التي تفي بها تركيا بالتزاماتها”.

والأسبوع الماضي، اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجانب الروسي بعدم تنفيذ التزاماته.

وقال أردوغان للصحفيين على متن الطائرة لدى عودته من قطر الأسبوع الماضي: “لدينا أيضاً اتفاق مع الجانب الروسي في سوتشي في عام 2019. وعليه تقع مسؤولية تطهير المنطقة من الإرهابيين”.

وأضاف: “لكن للأسف لم يتم تنفيذ ذلك رغم تذكيرنا لهم بضرورة ذلك مرات عديدة”.

وفي الوقت الذي تتوجه فيه الأنظار اليوم بنوع من الترقب القلق إلى ما ستؤول إليه الأحداث على الأرض في الشمال السوري، في ظل التهديد التركي بعملية عسكرية برية، يبقى السؤال هل ستنجح روسيا هذه المرة في تحقيق التقارب، وتقلب الموازين في المنطقة؟.

إعداد وتحرير: فنصة تمو