نازحو مخيم بالحسكة يناشدون المنظمات لتقديم مستلزمات تعينهم على مواجهة البرد
الحسكة – نورث برس
يخرج عبد الله من خيمته حاملاً بيديه وعاءً بلاستيكياً خاصاً بتعبئة الزيوت النباتية ويتجه إلى بلدة التوينة غربي الحسكة لشراء بضع ليترات من مازوت التدفئة لتشغيل مدفأته.
وقبل وصوله إلى الباب الرئيسي للمخيم، يقول عبدالله الغانم (41 عاماً)، “لم نحصل على مازوت التدفئة إلى الآن، الطقس بارد وأطفالي يعانون من البرد، تركتهم في الخيمة يلتحفون بالبطانيات”.
ولم يحصل النازحون في مخيم واشو كاني الواقع بالقرب من بلدة التوينة غربي الحسكة، على مازوت التدفئة إلى الآن، وسط انخفاض في درجات الحرارة وأجواء مطرية تشهدها مناطق شمال شرقي سوريا منذ أيام.

ويضم هذا المخيم، 2838 عائلة بعدد أفراد 16396 يتوزعون على 1989 خيمة، بحسب إدارة المخيم.
“الغانم” الذي ينحدر من تل حلف غربي سري كانيه، يخشى أن يتأخر التوزيع أكثر وخاصة أن عائلته تضم خمسة أطفال بينهم رضيع.
ولسوء أوضاعه الاقتصادية، عجر النازح عن شراء ألبسة شتوية لأفراد عائلته، مناشداً المنظمات الدولية أن تمد يد العون وتقدم مستلزمات شتوية تعينهم على مواجهة البرد في الخيم.
ويفاقم اهتراء الخيم التي مرت ثلاث سنوات على نصبها من الوضع سوءاً، إذ تتسرب مياه الأمطار والرياح إلى داخلها.
ويقول سعد رمو، مسؤول العلاقات بمخيم واشو كاني، إنهم يواجهون صعوبة بالغة في تأمين احتياجات النازحين من المستلزمات الشتوية نتيجة التضخم السكاني الكبير في المخيم والإمكانات المحدودة للإدارة الذاتية.
وحول خطط توزيع محروقات التدفئة على النازحين، يشير “رمو” إلى أن بعض المنظمات تكفلت بتوزيع أربعة ليترات من المازوت لكل خيمة يومياً ولمدة ثلاثة أشهر وهي كانون الأول/ ديسمبر وكانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير القادم.
ويلفت أن هناك 400 عائلة لن تشملها عملية توزيع المازوت، إذ ليس لهؤلاء خيم خاصة، إنما يتشاركون السكن مع عائلات أخرى، “سعينا جاهداً مع المنظمات والجهات المانحة ليشملهم التوزيع ولكن ليس هناك أي استجابة حتى الآن”.
ويفاقم وضع النازحين أكثر، عدم توزيع المنظمات المستلزمات الشتوية الأخرى كالبطانيات والاسفنجات والألبسة، إلى جانب عدم تبديل خيمهم التي ظهرت هشاشتها مع أولى الهطولات المطرية.
وفي هذا الصدد، يقول مسؤول العلاقات بمخيم واشو كاني، إن “استجابة المنظمات لتقديم الدعم للنازحين ضعيفة جداً”.
ويناشد هو الآخر، المنظمات للالتفات إلى وضع النازحين الذين يعانون ظروفاً معيشية صعبة للغاية وتقديم الدعم لهم.
وفي ذات المخيم، تقول غالية الحمد (39 عاماً)، نازحة من ريف سري كانيه إن كمية أربعة ليترات من المازوت لن تكون كافية وخاصة مع تسرب الهواء البارد إلى داخل الخيم أثناء هبوب الرياح.

وتضيف النازحة التي تتألف عائلتها من ستة أفراد، “أطفالي الآن يتغطون بالبطانيات، كيف سيكفينا 4 ليترات من المازوت تحت هذه الخيم؟”.
ويتراوح سعر ليتر المازوت في السوق الحرة بالحسكة ما بين 1200 و 1500ليرة.
وتوافق سعدية حمزة (59 عاماً)، نازحة من ريف سري كانيه، سابقتها في أن الكمية المخصصة من المازوت غير كافية، “نحتاج لنحو 8 ليترات بشكل يومي على أقل تقدير”.
وتصف النازحة الخمسينية أوضاعهم في المخيم بـ”التعيسة”، إذ أن خيمتها تتسرب المياه إلى داخلها، في ظل افتقارها للسجادات والإسفنجات.
وتختصر “حمزة” معاناتها مع قدوم الشتاء بالقول: “نجلس على النايلون والحصير بلا مدافئ ومازوت، تخيلوا يرعاكم الله”.