ورقة انتخابية لتركيا وخيارات أميركية ممكنة لإيقاف عمليتها في شمالي سوريا
غرفة الأخبار ـ نورث برس
لجأ حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، لقصف شمالي وشمالي شرقي سوريا، ليستخدمها كورقة لضمان فوزه بالانتخابات الرئاسية المقبلة، مبرراً ذلك بأنه رد على التفجير الذي ضرب شارع “التقسيم”، في إسطنبول.
وعلى اعتبار التواجد الأميركي في شمال شرقي سوريا، وكدولة ضامنة لوقف إطلاق النار بين الجانبين، فيقع على عاتقها مسؤولية إيقاف تلك الهجمات التي تشنها تركيا على المنطقة وتهديدها بعملية عسكرية حددت مناطقها.
وقالت نادين ماينز، الرئيسة السابقة للجنة الأميركية للدفاع عن الحريات الدينية، من واشنطن، في حديث لبرنامج “واشنطن أونلاين” الذي تبثه وكالة نورث برس من واشنطن، “رأينا كيف أن أفعال تركيا تعارض أهداف أميركا في سوريا، لذلك من البديهي أن تكون أميركا ضد ما يجري”.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة “تقوم بالتواصل عبر أقنية خاصة مع تركيا ويعبرون عن معارضتهم لهذه العمليات العسكرية التي تقوم بها”.
الخطوات الأميركية
ولكنها تساءلت عن الخطوات التي يمكن لأميركا اتخاذها من أجل إيقاف الغزو التركي.
وأجابت في الوقت نفسه: “هناك الكثير من الأفعال التي يمكن القيام بها، سواء عقوبات وقرارات اقتصادية من أجل الضغط على أردوغان كي لا يستمر في هذه الضربات ويوقف أي عملية غزو”.
ويدرك الحزبان الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة، على أن بقاء القوات الأميركية في سوريا والعراق هو “أمر مهم”، بحسب “ماينز”.
وأشارت إلى أن قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، كان لديه علاقات قوية مع الرئيس التركي، وهو ما دفعه لسحب قواته من مناطق في شمال شرقي سوريا، ولكن هذا كان ضد مشيئة الكونغرس.
وطالب السيناتور مينينديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، بوقف دائم ضد تركيا وضد صفقة الـ”إف ١٦” وبيعها لتركيا، لأن الأخيرة “تعاملت بشكل سيء مع حلفائنا” بحسب ماينز.
وأضافت ماينز، “الكونغرس داعم بشكل قوي لهذا التوجه، لكن الأمر متعلق بالإدارة الأميركية، فعلى الإدارة أن تقف بوجه هذا”.
لكنها أشارت أيضاً إلى أن واشنطن تريد الحفاظ على علاقة جيدة مع أنقرة، “ولا يريدون لتركيا أن تقف مع روسيا أو مع دول أخرى ضد الولايات المتحدة”.
ربط الهجمات بالانتخابات
وربطت أوزاي بولوت، وهي باحثة في مشروع فيلوس، من أثينا، تم استضافتها في برنامج “واشنطن أونلاين”، بين التفجير الذي حصل في إسطنبول، والاعتداء في شهر حزيران/ يونيو 2015 وفي تشرين الثاني/ نوفمبر من نفس العام.
والرابط بين تلك الهجمات هي أنها حدثت قبل الانتخابات الرئاسية التركية، “وهناك يتساءل الشعب التركي والمعارضة عن احتمالية تورط الحكومة التركية في هذه الاعتداءات؟”.
وتقول الباحثة: “قد يكون هناك الكثير من الإرهاصات لهذه التفجيرات لأنها قد تؤثر على نتيجة الانتخابات. أعتقد أن الحكومة تحاول إيصال رسالة للشعب، مفادها، إذا لم تنتخبوني وتبقوني في السلطة سوف يكون هناك الكثير من الموت والإرهاب وعدم الاستقرار والتفجيرات”.
وأنشأت الدولة التركية عام 1923، ومع العام المقبل، سيكون عمر الجمهورية التركية مائة عام، والحكومة التركية لديها أجندة تدعى “أجندة الـ ٢٠٢٣” للعام المقبل، “يريدون تحقيق شيء كبير من أجل الاحتفال بمئوية الدولة التركية، وما الذي يمكنهم القيام به”، بحسب الباحثة.
وترى أنه “يمكن لتركيا أن توسع من حدودها، وهي تحتل أجزاء من سوريا بمساعدة بعض الجماعات الجهادية لكنها تريد أن تتوسع وأن تحتل مناطق أخرى في سوريا وفي شمال العراق، فهي أسهل من احتلال جزر اليونان وضم الجزء القبرصي، التي عجزت عنها، فاليونان هي عضو في الناتو، وقبرص هي بلد في الاتحاد الأوروبي”.