حلب- نورث برس
تحت إلحاح أطفاله وطلبهم المتكرر، قصد محمود سعيد (33 عاماً) متجر الخضار في حي شارع النيل بحلب حيث يقطن لشراء 2 كيلوغرام من فاكهة الموز.
المهندس الذي يعمل في شركة المياه الحكومية في حلب وجد سعر الكيلوغرام الواحد من الموز، 20 ألف ليرة, “غير منطقي”، فعاد خالي الوفاض إلى منزله.
يقول الموظف الحكومي الذي يتقاضى 160 ألف ليرة سورية شهرياً، إنه منذ شهرين يؤجل طلب أطفاله بشراء الموز لأن “المنزل له أولويات في ظل الأجور الشحيحة التي نحصل عليها من الحكومة”.

ويضيف: “السعر 20 ألف أصابني بالصدمة، في حال اشتريت 2 كيلو أحتاج 40 ألف ليرة أي حوالي ربع راتبي الحكومي”.
ويتذمّر سكان في حلب كما مدن سورية أخرى خاضعة لسيطرة الحكومة السورية من الارتفاع المستمر في أسعار الفواكه وخاصة الموز، دون وجود ضوابط أو إجراءات تحد من ذلك.
وقبل ثلاثة أشهر، كان الكيلوغرام الواحد من الموز يباع بـ 13 ألف ليرة، ليتراوح حالياً ما بين 20 و22 ألف ليرة، ما يصعب على الكثير من العائلات شرائها، في ظل تدني قيمة الرواتب الحكومية.
ولا تساوي كل جهود المهندس وتعبه في الوظيفة الحكومية ومواظبته اليومية على الدوام، 8 كيلوغرامات من الموز.
ويتساءل بنبرة استياء، “من المسؤول عن هذه الأسعار الخيالية وكيف لموظف وصاحب دخل محدود مثلي أن يشتري الموز لأطفاله”.
ويرجع رامز سواس (50 عاماً)، تاجر فواكه في سوق الهال بحلب، سبب الغلاء إلى الاستيراد من مناطق شمالي سوريا وشمال شرقي البلاد، حيث يترتب على ذلك دفع رسوم جمركية، وسط إغلاق الحكومة الباب أمام استيراده من لبنان أو عن طريق البحر للأصناف التي كانت تستورد عادة من أميركا الجنوبية وبعض دول أفريقيا.
ومنذ شهر، استورد التاجر حسبما يذكر لنورث برس، شاحنة من الموز عبر معبر أبو الزندين الواصل بين مناطق
الحكومة والمعارضة بريف حلب الشرقي ودفع 45 ألف دولار كرسوم لحاجز الترسيم المتواجد هناك، إضافة إلى دفع مبالغ للجمارك.
ويضيف: “الموز الذي استوردته للسوق المحلية سيباع بثلاثة أضعاف عن سعره الحقيقي، لا تحل المشكلة ما لم تخفف أجور الترسيم ويتم استيراده بالطرق المتعارف عليها”.
وبحسب التاجر، فإنه لو فتح باب الاستيراد من لبنان سيصل السعر للمستهلك لحدود 6 آلاف ليرة للكيلوغرام الواحد على
أكثر تقدير.
ورغم السعر المرتفع، يضطر توفيق عبد الرحمن (45 عاماً) من سكان حي العامرية بحلب، لشراء الموز لطفلته التي تعاني من صعوبة في الحركة وتأخر في نمو أسنانها وعظامها.
ويقول الرجل الأربعيني، إن الطبيب أخبرهم بضرورة إطعام الطفلة التي لم يتجاوز عمرها العام، الموز لمدها بالكالسيوم والبوتاسيوم خاصة أن العائلة كانت تقلل من كميات الحليب بسبب ارتفاع ثمنه، حيث يصل سعر العبوة إلى 18 ألف ليرة.
يقول “عبد الرحمن”، إن الموز مفقود في معظم محال وبسطات سوق الخضار الموجود في حي صلاح الدين، نتيجة قلة الإقبال عليه.
ويتساءل باستياء، “كيف لنا أن نشتري كيلو واحد من الموز بـ 22 ألف؟ ارحمونا وخفضوا الأسعار”.