“ليلة رعب”.. هكذا وصف نازحو سري كانيه ليلتهم الممطرة في المخيم

الحسكة  – نورث برس

غمرت الأمطار الغزيرة ليلة أمس، السبت، 285 خيمة في مخيم سري كانيه، شرق الحسكة، الخاص بنازحي مدينة سري كانيه وزركان.

وقالت رقية جواد، وهي أم لثلاثة أطفال، ونازحة من قرى زركان، لنورث برس، تحملنا حرارة الصيف والغبار على أمل أن يكون الشتاء أفضل، لكن لم نكن نعلم أننا مقبلين على وضع أسوأ.

النازحة التي وصلت للمخيم منذ ستة أشهر  بعد تعرض قريتهم للقصف المستمر من قبل تركيا، تضيف، بدأ المنخفض منذ ثلاثة أيام، وأدّى هطول الأمطار إلى طوفان المخيم.

وتطلب السيدة الثلاثية بإيجاد حل جذري لسوء الأوضاع في المخيم، مُشيرةً إلى أنَّ خيم الاستقبال ليست حلاً لمعاناتهم مع هطول الأمطار.

وتخاف السيدة على أطفالها الثلاثة من تكرار هذه الحادثة، وتقول إنها هربت من خيمتها تحت المطر بحثاً عن ملجأ.

وتتساءل، نحن لازلنا في بداية فصل الشتاء، فماذا سيكون مصيرنا مع هطول الأمطار؟ .. لولا وصول فريق الإنقاذ ليلة أمس لربما كان أحد الأطفال قد غرق في تجمع المياه.

وفي تشرين الأول/أكتوبر  2019، تسبب الغزو التركي لمدينتي سري كانيه وتل أبيض بنزوح نحو 300 ألف شخص، وفق بيانات الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا.

وافتتحت الإدارة الذاتية مخيم “واشوكاني” غرب مدينة الحسكة، واستقبلت قسم كبير من النازحين، فيما لجأ عدد آخر إلى المدارس ومراكز إيواء مؤقتة، حيث نُقلوا فيما بعد إلى مخيم سري كانيه (الطلائع) بعد افتتاحه في أيلول/سبتمبر 2020.

ومع اشتداد وتيرة عمليات القصف التركية لريف بلدة زركان بريف الحسكة الشمالي صيف العام الماضي، ونزوح أعداد كبيرة من السكان نحو مدينة الحسكة، بدأت الإدارة الذاتية بتوسيع المخيم لاستقبال أعداد إضافية في المخيم.

عبد الله حسن، وهو نازح من مدينة زركان، وهو يتحدث لنورث برس، محتاراً في إيجاد كلمات تصف معناتهم.

ويقول حسن: تتفاءل الناس بهطول الأمطار التي تجلب الخير، لكن نحن لا نجد مكاناً للنوم فيه.

ويضيف المأساة التي نعيشها أكبر بكثير من أي حديث.. كما ترون الواقع أبلغ من الكلام.

ويصف حسن الليلة الماطرة بـ “ليلة الرعب” ويقول: بالكاد استطعنا أنْ ننقذ أطفالنا.. لحين تمَّ نقلنا إلى خيمة الاستقبال.

أطفالنا أصيبوا بحالة من الفزع، ومع اهتزاز الخيمة يصيبهم الخوف.. يجب معالجة الأوضاع المأساوية بالمخيم بأقصى سرعة، يقول حسن.

وقال رياض مرعي، الإداري في مكتب العلاقات في مخيم “سري كانيه” لنورث برس، إنَّ ” ١٣٠0 شخصاً من نازحي سري كانيه وزركان موزعين على ٣٦٠ خيمة يعيشون في قسم التوسع بالمخيم”.

وأضاف، أنَّ مياه الأمطار ليلة أمس غمرت 285 خيمة.

بدورها تطالب فاطمة شعلان، نازحة من مدينة سري كانيه، بإنقاذ قاطني المخيم من الأوضاع المأساوية، على حد تعبيرها.

ودعت الجهات المسؤولة والمنظمات بتوفير الخدمات الأساسية من صرف صحي وفرش الممرات.

وتقول: “الأوضاع تعيسة للغاية.. الأوضاع في المخيم غير مريحة لا في الصيف ولا في الشتاء، لا وجود للحياة هنا”.

لم نعد نشعر بالسعادة مع هطول الأمطار وندعو من الله أنْ تتوقف، تقول شعلان.

ويعيش في مخيم سري كانيه،  15108 شخصاً من نازحي مدينة سري كانيه و ريفي تل تمر وزركان، موزعين على 2989خيمة .

إعداد: إيفا أمين – تحرير: عدنان حمو