عدم ضبط عناصر اللجان الشعبية يزيد من الانفلات الأمني بمدينة حلب

حلب – زين العابدين حسين – NPA
لم يعد يمر يوم على مدينة حلب إلاَّ وترافقه حادثة قتل أو اعتداء أو سرقة، تفاقم الاستياء لدى المواطنين لدرجة بات البعض منهم يطلق عليها لقب "شيكاغو" سوريا وذلك لكثرة الحوادث فيها.
ونتيجة إطلاق يد اللجان الشعبية وقوات الدفاع الوطني في مدينة حلب من قبل السلطات الأمنية التي لا تحرّك ساكناً تجاه المطلوبين منهم، باتت المدينة كغابة لا قانون فيها، ولكن الأسوأ أن بعض الجهات تحمي المسيئين والمطلوبين مقابل منفعة مادية.
حيث قام عنصر من اللجان الشعبية بالمدينة عصر يوم الجمعة الفائت بالاعتداء على شاب يدعى (ح .د) في العقد الرابع من عمره أثناء مروره في حي المحطة وسط المدينة، إذ تهجم عليه وبالقرب من الحديقة العامة عنصر من اللجان الشعبية يدعى (ع . ق) بعد رفض المجني عليه تنفيذ مطالبه، حيث قام بطعنه عدة طعنات بيده ورقبته.
وفرَّ الجاني هارباً بعدها ليتوجّه لمقره في منطقة السيد علي بالمدينة من دون أن تقوم السلطات باعتقاله أو مداهمة مقره حسب الأهالي، وأما المجني عليه الجريح فقد تم إسعافه من قبل أهالي الحي إلى أحد المشافي في المدينة ليتبين بأنه تعرض لتمزق تام بالعضلة الجانبية اليسرى من رقبته بالإضافة لانقطاع عدة أوتار.
هذه الأحداث باتت تتكرر كل فترة ولكن بشكل متفاوت ما بين سرقة أو اعتداء على المارة، حيث اعتدى عنصر آخر من اللجان الشعبية ظهر يوم الأحد 13 تشرين الأول/أكتوبر الجاري على شاب يعمل حلاق بحي المشارقة بعدما صدم بدراجته الهوائية سيارة العنصر ليقوم الآخر بشتمه والاعتداء عليه ليتطور الأمر ويطلق العنصر على الشاب عدة طلقات من مسدسه ويفر هارباً بعدها بسيارته التي لا تحمل حتى نمرة.
وفي نفس السياق حصلت اشتباكات دامية منذ صباح يوم الجمعة 11 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، بين أفراد من عشيرة البكارة وأخرى من عشيرة السلطان حيث استخدمت في الاشتباكات الأسلحة الفردية والقناصات، وامتدت الاشتباكات من دوار باب النيرب شرقي إلى ساحة الملح شرقي مدينة حلب، مخلّفة مقتل شاب وجرح العشرات وذلك وسط استنفار أمني وعسكري كبير في المدينة بعدما سيطر أفراد من عشيرة البكارة على حاجز لقوات الأمن في الحي.
وتعاني مدينة حلب من فلتان أمني نتيجة انتشار السلاح بين أوساط العناصر المحسوبة على الحكومة السورية من اللجان الشعبية وعناصر الدفاع الوطني الذين يسيطرون على عدة أحياء بمدينة حلب أهمها الأحياء الشرقية مما يثير موجة من السخط والغضب لدى المدنيين الذين يطالبون دائماً بتعليق المشانق وسط ساحة باب الفرج على مواقع التواصل الاجتماعي للانتهاء من هذه الظواهر "التشبيحية" .