تكرر الأعمال الجنائية يثير قلق المجتمع في السويداء وسط تواصل الفلتان الأمني
السويداء – جبران معروف – NPA
ما تزال السويداء جنوب سوريا، تشهد أعمالاً جنائية تقلق المجتمع، من استخدام السلاح العشوائي إلى عمليات الخطف، في ظل شعور عام بأن الدولة لا تقوم بواجبها لحفظ أمن المجتمع، بالرغم من عملية التسويات التي أطلقتها مع المتهمين بارتكاب أعمال جنائية.
فما تزال بلدة الطيبة بريف السويداء الشرقي، تشهد توتراً أمنياً جراء إقدام شاب يافع يدعى وسام سلام، /16/ عاماً، بإطلاق النار على جاره حافظ الزرعوني والبالغ من العمر /45/ عاماً، يوم الثلاثاء الفائت، جراء إبداء الأخير انزعاجه من صوت الدراجة النارية العائدة لـلشاب، حيث تطور الأمر إلى تبادل الشتائم والتهديدات.
وأفادت مصادر محلية، لـ"نورث برس"، أن "سلام، سرعان ما أطلق النار من بندقية روسية على الزرعوني، ليصيبه بعدة أعيرة نارية أردته قتيلاً، وعلى الرغم من تسليم القاتل إلى الجهات الأمنية، أقدم عدد من أفراد عائلة القتيل بحرق منزل القاتل".
كما كان شارع قنوات، وهو أحد الأسواق الرئيسية في مدينة السويداء، والذي غالباً ما يكون مكتظاً بالناس، شهد يوم الأحد الفائت، تبادلاً لإطلاق نار بين مجموعتين مسلحتين، على خلفية خلافات سابقة بينهم، ما تسبب بإصابة شخص.
وقال أبو أيمن، أحد سكان شارع قنوات، طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أنه سرعان ما توافدت مؤازرة لأحد المجموعتين وتدعى قوات الفهد، ما دفع المجموعة الأخرى إلى الهرب من المنطقة، مخلفين سيارة وبعض الأسلحة، في وقت خلا الشارع من المارة وأغلقت غالبية المحال التجارية أبوابها، وسادت حالة من القلق بين أصحاب المحال خوفاً من تجدد الاشتباكات".
كما تجدد وقوع حالات خطف في المدينة، إذ تعرض يوم أمس الأربعاء، مواطن في بلدة بكا بريف السويداء الجنوبية، للخطف من قبل مجموعة مسلحين مجهولين.
وكانت إحدى عصابات الخطف أطلقت سراح المواطن تامر العودي، من أبناء قرية أم الرمان، بعدما دفعت عائلته فدية مالية، بلغت /10/ ملايين ليرة سورية، في حين ما يزال اليافع صالح القيسي مغيَّباً من قبل إحدى العصابات.
وكان زملاء القيسي في المدرسة أجروا بداية الأسبوع وقفة تضامنية رفعوا خلالها يافطات تطالب بإطلاق سراحه، بعد أن كان مر على خطفه ثلاثة أيام.
وذكرت مصادر مقربة من عائلة المخطوف أن هناك أشخاص طلبوا فدية مالية لإطلاق سراحه.
من جانبه، أعرب أيمن جبر (57 عاماً)، من السويداء عن وجود شعور قلق عام لدى المجتمع من عملية التسويات التي تتم لأفراد عصابات الخطف والسلب والقتل، بالتزامن مع استمرار وقوع حوادث خطف وإطلاق نار وإن كانت أقل مما سبق.
وأضاف "اليوم هناك قلق لدى كثير من أهالي المحافظة جراء استسهال كثير من الناس استخدام السلاح على أقل خلاف أو بالفرح أو الكره، إضافة إلى وجود حالات خطف وإن كانت محدودة، لكن المؤشر يدل على أن هناك مجموعة من الخارجين عن القانون، مازالت خارج السيطرة".
يشار إلى أنه في شهر أيلول/سبتمبر الفائت، تم توثيق /8/ حالات خطف واعتقال تعسفي، بظروف متفرقة، وسط تراجع ملحوظ في عمليات الخطف، أعادها ناشطون إلى إجراء الجهات الأمنية تسويات مع عناصر العصابات.