البنى التحتية في شمال شرقي سوريا أهدافٌ للغارات التركية
القامشلي – نورث برس
تستهدف القوات التركية منذ بدء اعتداءاتها على مناطق شمالي وشمال شرقي سوريا، البنى التحتية من المنشآت والمرافق الحيوية من مشافٍ ومراكز للوقود وآبار للنفط، ناهيك عن ممتلكات سكان، وفقدان مدنيين وعسكريين لحياتهم.
وأمس الأربعاء، تعرضت قرى ريف كوباني الشرقي لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة، منذ ساعات الصباح، ما أدى لتدمير مدرسة في إحدى القرى بشكل كامل ترافق ذلك مع موجة نزوح للسكان.
وقال سكان في قرية كوران شرقي كوباني 32 كم، إن “مدرسة قرية كوران دمرت بشكل كامل نتيجة القصف التركي، بالإضافة إلى إلحاق أضرار مادية بمنازل المدنيين”.
وأضاف علي حرو لنورث برس، أن السكان نزحوا إلى القرى الجنوبية نحو الداخل وبعضهم يقيم في العراء، وهناك حركة نزوح لازالت مستمرة مع اشتداد القصف.
وقال عمر خليل من قرية كولتب شرقي كوباني، إن القصف التركي، تسبّب بدمار البنية التحتية لشبكة الكهرباء، ودمار ثلاثة منازل لسكان في القرية.
وفي ديرك أقصى شمال شرقي سوريا، استهدفت القوات التركية معمل الغاز بالقرب من قرية السويدية بريف ديرك، ما أسفر عن أضرار كبيرة.
وقال عكيد عبد المجيد، مدير شركة استثمار الغاز بحقول الحسكة، لنورث برس، إنَّ “ثلاثة قذائف انفجرت داخل حرم معمل الغاز، مخلفةً أضراراً كبيرة”، مشيراً إلى “خروج المعمل عن الخدمة”.
كما انفجرت قذيفة رابعة في حقل منشأة السويدية الثاني، مخلفةً أضراراً كبيرة بالخزانات والفواصل واندلاع حريق كبير في المنشأة، قبل أنْ تتمكنَ فرق الإطفاء من السيطرة على الحريق.
وقصفت مسيرة تركية بثلاث ضربات محيط المحطة القريبة من قرية العودا و محطة تل خاتون بريف بلدة تربسبيه شرق القامشلي، ومحيط حقل دجلة النفطي، جنوب الجوادية (جل آغا).
كما قصفت مُسيرة تركية قبل قليل محطة نفطية بالقرب من قرية معشوق وخزان في محطة كيل حسناك بالمنطقة ذاتها، ومحطة آلا قوس في منطقة أليان.
وأمس الثلاثاء، استهدفت القوات التركية، ومنذ ساعات الصباح الأولى، قرى وحقول نفط وغاز شرقي مدينة القامشلي.
فيما استهدفت محيط سجن جركين، غربي القامشلي والذي يحوي العشرات من عناصر تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”.
وقالت إلهام أحمد رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية “مسد” في تصريح خاص لنورث برس، إن “تركيا تهاجم البنية التحتية التي تؤمن ظروف العيش لخمسة ملايين سوري رفضوا الهجرة واختاروا البقاء على أرضهم بالرغم من الظروف الصعبة للحياة”.
وطال القصف التركي قرية تل زيوان وسيكركا بريف القامشلي، بقذائف مصدرها مخفر بجانب الحدود التركية، وبعدها، استهدفت طائرة مسيرة تركية محطة تل خاتون النفطية بالقرب من تربسبيه، واقتصرت الأضرار على المادية فقط.
وليل السبت- الأحد الماضي، تعرضت مدينة كوباني وديرك وريف حلب الشمالي ومناطق أخرى على الحدود السورية التركية، لقصف من قبل طائرات حربية تركية.
كما طال القصف التركي محطة تقل بقل عند جبل كردشوك بريف مدينة ديرك، وأدى لانقطاع التيار الكهربائي عن 65 قرية بريف المدينة بعد خروج محطة التحويل الكهربائية.
وقال أكرم سليمان، الرئيس المشارك لمكتب النقل والطاقة في إقليم الجزيرة، لنورث برس، إن المحطة المستهدفة في قرية تقل بقل، دُمرت بشكلٍ كامل.
وكانت الطائرات الحربية التركية استهدفت بثلاث غارات جوية تلة مشته نور، وغابة كوباني ومنطقة الإذاعة غربي كوباني.
وفي كوباني، قال مصدر من هيئة الصحة إن مشفى الأطفال في تلة مشته نور تعرض للتدمير بشكل كامل جراء قصف الطائرات الحربية.
ودمرت غارات جوية تركية صوامع حبوب بلدة ظهر العرب في ريف الدرباسية شمال غربي الحسكة.
والثلاثاء الماضي، قال بيان لقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، حول حصيلة عمليات القصف التركية في يومها الثالث إن تركيا شنت ستة غارات بالطيران الحربي، ومثلها بالطائرات المسيرة، كما نفذت 82 عملية قصف بالأسلحة الثقيلة.
وتركز القصف على 45 موقعاً ضمنها مشافٍ ومحطات وقود وآبار نفط، وفقاً للبيان.
وأضاف أن طائرات مسيرة استهدف حقلي عودة النفطي وقرية ليلان جنوب غربي تربسبيه شرقي القامشلي.
ويستمر القصف التركي على شمالي سوريا، وسط صمت دولي ومواقف باردة من قبل القوى الدولية الفاعلة، واكتفائها بتصريحات “متناقضة”، لمسؤوليها.