على خط التماس في منبج.. موسم الزيتون بلا قطاف

منبج – نورث برس

لا يجازف فراس بالذهاب إلى حقله المزروع بأشجار الزيتون وقطف موسمه، خوفاً من تعرضه للقنص أو القصف المباشر وخاصة بعد تصاعد وتيرة القصف التركي على قرى منبج الواقعة على خط التماس.

فراس المحمد (30 عاماً)، من سكان قرية الجات شمال منبج، اعتاد في هذه الأيام من كل عام أن يقطف ثمار الزيتون في حقله، لكنه إلى الآن لا يستطيع الوصول لأشجاره.

ويشعر المزارع بالخوف من الذهاب لحقله، ويصف الأمر كما “من يضع روحه على كفه”، وبلهجته العامية يقول: “مثل الشايل دمه بخاشوقة”.

ومع بداية موسم قطاف الزيتون يتخوف سكان القرى الشمالية في مدينة منبج الواقعة على الخط الفاصل بين قوات مجلس منبج العسكري والقوات التركية والفصائل الموالية لها، من الوصول إلى كرومهم وقطاف الموسم، بسبب القصف العشوائي والقذائف والقنص.

ويشير “المحمد”، إلى تعرض سكان للقنص من قبل القواعد التركية المتمركزة قبالة تلك القرى، إضافة لإصابة آخرين نتيجة وقوع قذائف بمحيط قراهم وفي حقولهم.

وتتعرض القرى الواقعة على خط التماس بين مجلس منبج العسكري والقوات التركية والفصائل الموالية لها، للقصف المستمر وغالباً ما يكون على الأراضي الزراعية والكروم.

ويتسم القصف بالعشوائية، حيث لا يعلم المزارعون متى يبدأ ولا حتى أهدافه حين يبدأ.

وتصاعدت وتيرة القصف قبل أيام، حيث استهدفت تركيا بالطائرات الحربية مناطق في ديرك وكوباني والدرباسية وتل رفعت بريف حلب الشمالي ومنبج وأبو راسين شمالي الحسكة.

ويعتمد سكان قرى منبج على مواسم الأشجار المثمرة من زيتون وغيرها، لتأمين معيشتهم وإذا لم يتسنَّ لهم قطاف مواسهم، فذلك يُنبئ بظروف اقتصادية صعبة لهم.

وأمام مخاوفه من القصف التركي، ترك حسين العبود (31عاماً)، من سكان قرية الصيادة شمال غرب منبج، ما يقارب 800 شجرة زيتون في حقله دون قطاف، على الرغم من نجاح الموسم لديه.

وأمس الاثنين، قصفت القوات التركية والفصائل الموالية لها، بقذائف الهاون قريتي المحسنلي والجراد بريف منبج الشمالي، وسبّب القصف أضراراً في ممتلكات المدنيين.

كذلك محمد الإبراهيم (33عاماً)، من سكان قرية الصيادة شمال غرب مدينة منبج، يمتلك قرابة 500 شجرة زيتون، هو غير قادر على الذهاب لقطاف الزيتون في حقله وجمع رزقه.

يقول: “كل من أراد الذهاب إلى كرمه يذهب واضعاً روحه على كفه خوفاً من القنص والقتل”.

ويطالب “الإبراهيم”، المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بإيجاد حل لهذه المشكلة، وإيقاف الدولة التركية عن “انتهاكها” بحق الشعب السوري.

ويتنهد ويضيف: “وبعدين نحن السوريين وبعدين من هذه المعيشة الضيقة”.

إعداد: فادي الحسين – تحرير: أحمد عثمان