سياسيون.. غارات بموافقة أميركية روسية وحسابات انتخابية لأنقرة في الشمال السوري

إدلب – نورث برس

أجمعت آراء لسياسيين وعسكريين سوريين رغم اختلاف توجهاتهم السياسية على أن التصعيد التركي على مناطق شمال سوريا كان بضوء أخضر من واشنطن وموسكو.

وتعرضت مناطق متفرقة في شمالي شرق سوريا، منتصف ليلة السبت ـ الأحد الماضي، لقصف تركي عنيف عبر الطائرات الحربية، أسفرت عن خسائر بشرية ومادية.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية” قسد” إن  الضربات التركية أسفرت عن فقدان 13 مدنياً بينهم صحفي ومقاتلاً لها وتسع جرحى مدنيين خلال تلك الهجمات.

كما تسبب القصف على محطة تحويل كهربائية إلى قطع الكهرباء عن أكثر من ستين قرية بريف مدينة ديرك بأقصى شمال شرقي سوريا.

وقال محمود الأفندي، الأمين العام لحركة الدبلوماسية الشعبية في سوريا، إن رؤساء الدول الضامنة في سوريا اتفقوا في القمة الثلاثية الأخيرة “على  قرار نهائي بإخراج الولايات المتحدة الأمريكية من الأراضي السورية”.

وأضاف الأفندي في تصريح خاص لنورث برس: “وتكون أميركا هدف غير مباشر، بينما الهدف المباشر سوف تكون قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من قبلها”.

وفي التاسع عشر من تموز/ يوليو الماضي، عقدت القمة الثلاثية في طهران التي جمعت الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، بنظيريه الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان في طهران.

وقالت الرئاسة الإيرانية في البيان الختامي للقمة، إن “الرؤساء الثلاثة بحثوا الوضع على الأرض في سوريا، وأكدوا التزامهم الرّاسخ بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها”.

موافقة أميركية وروسية

وأكد محمود الأفندي الأمين العام لحركة الدبلوماسية الشعبية في سوريا، على وجود اتفاق بين روسيا و تركيا و إيران على أن “القوات الكردية يجب عليها  تسليم المناطق التي تسيطر عليها  للحكومة السورية حتى لو عن طريق القوة”.

وأشار إلى وجود موافقة روسية للعملية العسكرية التركية في شمال سوريا بـ “شرط تسليم الأراضي التي تسيطر عليها تركيا بعد هذه العمليات للحكومة السورية”.

وقال  الأفندي إن هناك  “اتفاق تركي سوري سوف يكون خلال اجتماعات أستانا يومي 22 و23 من الشهر الجاري ويكون محور الاتفاق هو  محاربة قوات سورية الديمقراطية وإخراجها من  الأراضي التي تسيطر عليها”.

وقُتل 13 جندياً في الجيش السوري، وأصيب 7 آخرون، في الهجمات التركية قبل يومين والتي طالت قرى بريف حلب الشمالي، كما أصيب عنصر في الجيش بجروح بليغة في قرية “قزعلي” بريف كوباني الشرقي، وفقاً لرصد نورث برس.

من جانبه قال المحلل العسكري أسعد الزعبي، إن التصعيد العسكري التركي الأخير على شمال شرقي سوريا، والذي يعتبر الأعنف منذ نحو ثلاث سنوات، جاء بموافقة أمريكية روسية لتجنب شن تركية عملية برية في المنطقة.

وأضاف الزعبي الذي يقيم في العاصمة الأردنية عمان لنورث برس، أن “روسيا وأميركا سمحت لتركيا بالتصعيد العسكري واستهداف أي هدف لقوات “قسد” دون السماح لها بالدخول إلى مناطق جديدة في شمال شرق سوريا”.

وشدد الزعبي على “أن الضوء الأخضر الأميركي والروسي كان جاهزاً بعد تفجير إسطنبول بدقائق”.

توريط أنقرة

واستبعد المحلل العسكري أسعد الزعبي أي عملية عسكرية برية لتركيا في الوقت القريب، إلا إذا أرادت “قسد” “التصعيد بناءً على تعليمات أميركية، لأن النظام السوري لا يستطيع أن يقدم أي شيء لقسد ولا يدافع عنها، بينما واشنطن ربما تريد توريط تركيا بعمل عسكري بري كي تؤثر على الانتخابات”.

وأضاف الزعبي أنه قد “تستمر العملية العسكرية لأسابيع دون إحراز أي تقدم على الأرض، وبالتالي ترتفع خسائر تركيا ويخسر حزب أردوغان الانتخابات المقبلة نظراً للخسائر الكبيرة لجيشه خلال حربه ضد قسد”.

إلى ذلك قالت ميس الكريدي، عضو اللجنة الدستورية عن المجتمع المدني، لنورث برس، إن “لدى تركيا موسم الانتخابات ومن الواضح أن المنافسة شديدة جداً” واصفة الأوضاع السياسة لحزب العدالة والتنمية بــ “غير جيدة”.

وأضافت الكريدي أن “الانتخابات بالنسبة  لحزب العدالة والتنمية غير مضمونة، لذلك يتم جذب الرأي العام عبر تحركات عسكرية”.

ووفقاً لعضو اللجنة الدستورية، “لا يمكن التكهن بحدوث عملية عسكرية تركية في المنطقة، لأن هكذا عملية تحتاج إلى الكثير من الموافقات والمجازفات السياسة الإقليمية والدولية”.

إعداد: بهاء النوباني/ إحسان محمد – تحرير: فنصة تمو