تقرير لهيومن رايتس ووتش يدعم إدماج الأطفال العائدين من سوريا في مجتمعاتهم الأصلية

أربيل – نورث برس

دعت منظمة هيومان رايتس ووتش، الاثنين، دول العالم إزالة أي حواجز تحول دون إعادة الإدماج الفعال للأطفال العائدين من مخيمات شمال شرقي سوريا وضمان ألا تسبب سياساتها الخاصة بالعودة “ضرراً لا داعٍ له”.

وقالت هيومن رايتس ووتش في تقرير لها، إن العديد من الأطفال الذين أعيدوا من مخيمات المشتبه بانتمائهم إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” “داعش” وأسرهم في شمال شرقي سوريا “يندمجون بنجاح في بلدانهم الأصلية”.

يأتي التقرير الحقوقي الدولي في وقت تتعرض مناطق شمال وشرق سوريا لهجوم عنيف من قبل القوات التركية التي من شأنها التأثير سلباً على أمن المخيمات ودفع التنظيم إلى القيام بعمليات جديدة.

ووثق التقرير تجارب 100 طفل تقريبا أُعيدوا إلى ألمانيا، وأوزبكستان، والسويد، وفرنسا، وكازاخستان، والمملكة المتحدة، وهولندا بين 2019 و2022.

وجدت هيومن رايتس ووتش أنه على الرغم من سنوات الاحتجاز في ظروف تهدد الحياة دون ما يكفي من المياه والطعام الطازج والرعاية الصحية، وقلة التعليم أو انعدامه كلياً، يبدو أن العديد من الأطفال يتأقلمون جيدا ويحققون أداء حسناً في المدارس.

وقالت جو بيكر، مديرة مناصرة حقوق الطفل في هيومن رايتس ووتش، “الأطفال الذين تم إعادتهم من المخيمات يبلون بلاءً حسناً في المدرسة، ويكوِّنون صداقات، ويبنون حياة جديدة في بلدانهم الأصلية. على الرغم من المعاناة التي لا يمكن تصورها، فإن الكثيرين يندمجون بنجاح ملحوظ”.

واستطلعت هيومن رايتس ووتش آراء 81 من أفراد الأسر، والأسر الحاضنة، والأخصائيين ، والمدرّسين، كذلك أفراد الأسر، والمحامين، والأوصياء بشأن الأطفال العائدين أو المُعادين، عند سؤالهم عن كيفية تأقلم الطفل، أفاد 89% من المشاركين في الاستطلاع أن أداء الطفل “جيد جدا” أو “جيد إلى حد كبير”.

وبحسب التقرير فأنه يوجد ما يقارب 56 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، في مخيمَي الهول وروج، بينهم أكثر من 18 ألف من سوريا، وحوالي 28 ألف من العراق، وأكثر من 10 آلاف من حوالي 60 دولة أخرى.

اعتُقل معظمهم في شباط/ فبراير وآذار/ مارس 2019، عندما أطاحت قوات سوريا الديمقراطية بدعمٍ من التحالف الدولي بآخر بقايا “خلافة داعش” في شمال شرقي سوريا.

وذكر التقرير الحقوقي أنه منذ 2019، أعادت تقريباً 30 دولة بعض رعاياها.

وكشفت رايتس ووتش عن تقاعس بريطانيا في مشروع الإعادة، إذ استلمت عشرة أطفال فقط، وتركت ما يقدر بنحو 30 إلى 60 آخرين في المخيمات، وجردت العديد من الـ 16 امرأة المتبقيات من جنسياتهن.

 كما أعادت كندا أربعة أطفال وثلاث نساء فقط، مع بقاء 23 طفلاً و19 امرأة في المخيمات.

بالمقابل زادت فرنسا من عمليات الإعادة إلى الوطن في النصف الثاني من 2022، حيث أعادت 32 امرأة و77 طفلا منذ يوليو/ تموز.

وبالنسبة لأستراليا فقد أعادت أربع نساء و13 طفلاً، وهي أول عملية إعادة تجريها منذ 2019. وأعادت هولندا 12 امرأة و28 طفلاً في 31 أكتوبر/ تشرين الأول.

وحذر التقرير من من تدهور الأوضاع السيئة أصلاً في المخيمات التي تتزايد خطورتها، حيث يتعرض بعضهم، بما فيهم الحراس الأمنيين، وعمال الإغاثة لهجمات موالين لتنظيم “داعش” من داخل المخيمات.

إعداد وتحرير: هوزان زبير