ارتفاع حالات الإجهاض والولادة المبكرة لدى النساء الحوامل بكوباني منذ إعلان العملية العسكرية التركية

عين العرب / كوباني – فتاح عيسى / فياض محمد – NPA
تسببت الحرب التي تشنها تركيا مع فصائل المعارضة التابعة لها، على مناطق شمال وشرقي سوريا، بحالات قلق وخوف وتوتر بين الأهالي، وخاصة بين النساء والأطفال.
وأدت حالات الخوف من أي هجوم قد تشنه تركيا على مدينة عين العرب / كوباني، إلى حالات إجهاض وولادة مبكرة لدى النساء الحوامل، مما أدى لتعرض الجنين في معظم الحالات للخطر أو الوفاة.

حمل يرهقه الخوف القلق
ويعتبر مشفى دار التوليد الذي يقع في وسط مدينة كوباني، المشفى العام الوحيد الذي يستقبل الحالات المرضية المتعلقة بالنساء الحوامل، حيث لايزال المشفى يعمل على مدار/24/  ساعة يومياً، لاستقبال الحالات المرضية من المدينة وريفها.
وقالت المواطنة أمينة علي //49 عاماً من أهالي مدينة عين العرب / كوباني، والتي ترافق زوجة ابنها الحامل، إن "التهديدات التركية، أربكتنا مما أدى لوقوع زوجت ابني الحامل في شهرها الخامس على الأرض، أثناء تجهيزها لأغراض المنزل بهدف النزوح، فأدى الوقوع إلى كسر في يديها".
وأكدت علي أن الوضع الأمني الحالي وما يرافقه من حالات القلق والتوتر تؤثر على الناس بشكل عام، وعلى النساء الحوامل بشكل خاص، حيث تؤدي تلك الحالات إلى إرهاق النساء وبالتالي إمكانية تعرض جنينها للخطر في حال الولادة المبكرة.
وأضافت علي أنها نزحت مع عائلتها مساء أمس إلى قرية حلنج (5 كم جنوب شرقي كوباني)، خوفاً من أي عملية عسكرية مفاجئة قد تشنها تركيا على المدينة، إلا أنها عادت صباح اليوم التالي إلى منزلها.

حالات ولادة مبكرة وإجهاض
بدورها أوضحت رئيسة قسم التمريض في مشفى دار التوليد سعيدة بوزان /30/ عاماً، أن أغلب الحالات المرضية التي زارت المشفى خلال اليومين الماضيين، هي حالات إسقاطات ناقصة (كورتاج)، وحالات نزيف وولادات مبكرة.
وأشارت بوزان إلى أن السبب يعود للقلق والتوتر لدى النساء بسبب التهديدات التركية على المنطقة، لافتةً إلى أن حالات الولادة الطبيعية والقيصرية انخفضت بسبب نزوح الأهالي للقرى والبلدات والمدن الأخرى.
وأكدت بوزان أن حالة الأم القلقة والمتوترة تؤثر على الجنين الذي يولد بوضع صحي سيئ، ما يضطرهم لوضع الجنين في الحواضن.
وكان مشفى دار التوليد في كوباني يستقبل يومياً نحو /15/ حالة ولادة طبيعية أو قيصرية من كوباني وريفها قبل التهديدات التركية، لكن الولادات المبكرة كانت قليلة نسبياً.
إلا أن أعداد الولادات المبكرة زادت عن مستواها الطبيعي خلال الأيام الثلاثة الماضية، بحسب إدارة المشفى والعاملين فيه ويعود معظمها لحالات القلق والتوتر، بين النساء نتيجة الخوف من القصف التركي على مدينتهم.

حالات إسقاط أجنَّة
أيضاً أكد الإداري والطبيب في مشفى دار التوليد في كوباني نعسان أحمد لـ"نورث برس"، أن كادر المشفى من أطباء وممرضات مستمرين في عملهم بالمشفى لاستقبال المرضى كالمعتاد، مشيراً إلى أن المشفى بكامل جاهزيته وأن المواد الطبية اللازمة لعملهم متوفرة.
وأوضح  نعسان أن نسبة الولادات المبكرة ازدادت خلال الأيام الثلاثة الأخيرة عن مستواها الطبيعي مشيراً إلى أن أغلب الحالات التي يتم علاجها في المشفى حالياً هي إسقاطات في الأشهر الأولى من الحمل، نتيجة القلق والتوتر والحركة المفرطة بسبب الخوف من التهديدات التركية على المنطقة.