وسط وضع مأساوي.. نازحو مدينة رأس العين يفترشون العراء مع استمرار موجة النزوح باتجاه المناطق الآمنة
الحسكة- دلسوز يوسف / جيندار عبد القادر- NPA
تتفاقم الأوضاع الإنسانية لآلاف النازحين من مدينة رأس العين / سري كانيه شمال شرقي سوريا، بالتزامن مع تواصل قصف الجيش التركي على مركز المدينة وريفها، حيث تقيم أغلب العائلات في العراء وضمن المدارس دون امتلاكها لأدنى مستلزمات الحياة الأساسية.
وعلى ضوء شن الجيش التركي وفصائل المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا، هجمات على المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية شرقي الفرات، منذ أمس الأربعاء، شهدت المناطق الحدودية نزوحاً كبيراً للأهالي هرباً من القصف العنيف الذي يترافق مع اشتباكات عنيفة بين الطرفين.
وعلى طول المنطقة الممتدة بين مدينة رأس العين وبلدة تل تمر بالريف الشمال الغربي لمحافظة الحسكة، افترش الآلاف من المدنيين في العراء وسط أوضاع إنسانية صعبة، فيما لجأ قسم منهم إلى أقربائهم وذويهم في البلدات القريبة، مع توجه قسم آخر نحو مدينة الحسكة الواقعة على بعد نحو /80/ كم غرب مدينة رأس العين / سري كانيه.
"نفترش الأرض"
يقول مصطفى بكو الذي فرّ مع أسرته صوب بلدة تل تمر القريبة ليفترش الأرض في محطة وقود، أن "الساعة كانت تشير إلى الرابعة عصراً، حيث دوى صوت قوي ما أثار حالة هلع بين المدنيين الأمر الذي دفعنا للفرار بأرواحنا خارج المدينة إلى أن وصلنا إلى كازية تل تمر، وحالياً نفترش الأرض وليس لدينا مأوى للذهاب إليه".
ولا تمتلك العائلات النازحة خيارات عديدة لتأمين مكان للإقامة، لتتحول المدارس والمرافق العامة ملاذهم الوحيد دون امتلاك أدنى مقومات الحياة الأساسية، بينما تسعى المؤسسات المدنية التابعة للإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرقي سوريا لتأمين المستلزمات الضرورية لهم.
هربنا خوفاً من القصف
أحد أقرباء مصطفى اللذان هربا سوية يدعى حمودة بكو، يقول إنهم فروا من مدينتهم خوفاً من قصف الطائرات والمدافع الذي استهدف مدينة رأس العين، بشكل مكثف، منوهاً إلى أنهم حالياً يفترشون الأرض تحت ظلال إحدى محطات الوقود في تل تمر بانتظار المصير المجهول.
في حين أوضحت المواطنة صباح محمد، أن "القصف كان عنيفاً جداً، استهداف المدرسة القريبة من منزلنا، هربنا مع أطفالنا باتجاه بلدة تل تمر، لقد قضينا الليلة الفائتة على الطرقات ولا نعرف أين نذهب الآن"، وتضيف متسائلة "أين العالم؟ أين منظمات حقوق الإنسان؟".
في حين ناشدت محمد المنظمات الإنسانية بالتدخل وإيقاف الحرب وإعادتهم إلى منازلهم التي نزحوا عنها نتيجة العملية العسكرية التركية المستمرة لليوم الثالث على التوالي.
" هربنا بلباسنا الذي نرتديه"
بدوره يقول المسن إبراهيم العلي من ريف مدينة رأس العين الشرقي، الذي تاه على الطريق العام باتجاه تل تمر دون معرفة وجهته القادمة، "الوضع سيء هناك طائرات ومدافع تقصف، هربنا بلباسنا الذي نرتديه".
أما المسن الآخر مصطفى حميد من حي الحوارنة في سري كانيه، والذي كان يفترش الأرض تحت ظلال شجرة في الدوار المركزي لبلدة تل تمر، قال إن "الطائرات تقصف عشوائياً وبعنف، نحن الآن نفترش الأرض في الدوار بتل تمر، وأملي كله هو العودة إلى دياري".
بينما تلوم زوجته رمزية خليل الجالسة بجواره، الولايات المتحدة التي اعتبرتها هي السبب لما حصل لهم، وأردفت متسألة "أين المنظمات الإنسانية إلى متى سنبقى نازحين، على الشعب الكردي توحيد صفوفه".
وفي سياق متصل، استمرت موجة النزوح من قبل السكان باتجاه المناطق الآمنة في مدينة الحسكة وريفها.