مع كل زخة مطر.. طرقات أحياء في حلب الشرقية يصعب اجتيازها

حلب ـ نورث برس

مع كل زخة مطر يتحول الشارع المواجه لبنايتيه السكنية لمستنقع يصعب اجتيازه، هكذا يصف وحيد عبدالرحمن (43 عاماً)، معاناته مع شبكة الطرقات والشوارع في حي المشهد في حلب الشرقية، حيث يقطن هو وأسرته.

الرجل الأربعيني الذي طالب عشرات المرات هو وجيرانه، القطاع البلدي المسؤول عن حيه، بضرورة صيانة شبكات الطرقات والشوارع لكنهم لم يتلقوا أي رد، “كانوا فقط يستمعون للشكاوى، هم لا يجدون غير الاستماع”.

ويضيف “عبد الرحمن”: “منذ العام الماضي ونحن نقدم طلبات وشكاوى إلى قطاع الأنصاري المسؤول عن منطقة المشهد، ولم يستجب لنا أيضاً. مطلع الشهر الحالي تقدمنا بطلب جديد عبر مختار الحي واجتمعنا مع رئيس القطاع ووعدنا بأنه سينفذ صيانة فورية للشوارع والطرقات المتضررة والمليئة بالحفر”.

ومنذ عام 2010، لم تقم البلدية بتزفيت الشوارع أو إعادة إصلاحها خاصة بعد انتهاء المعارك ودخول القوات الحكومية ببداية العام 2017، “دائماً الحجج جاهزة لدى المشرفين على القطاع”، بحسب “عبدالرحمن”.

وكانوا يتذرعون بـ”أنهم لا يمتلكون ميزانية للعام الحالي أو أنهم سيطرحون مناقصة للمتعهدين من أجل تنفيذ مشروع شامل لصيانة الطرقات أو أنهم بصدد إجراء دراسة وغيرها من الكلام الذي لم يثمر سوى مزيد من برك الوحل والطين ومزيد من المعاناة لسكان حينا”، يقول الرجل الأربعيني.

أما مصطفى الشواخ (50 عاماً) المقيم في حي السكري في حلب الشرقية ويعمل سائق تكسي، يقول لنورث برس: “شوارع السكري بحاجة لصيانة ولو بسيطة”.

ويضيف: “على الأقل فليتم تغطية الحفر ووضع غطاء زفتي عليها ولو محدود فطرقاتنا لا تصلح للسيارات ولا تصلح للمشي أيضا مع هطول الأمطار”.

ويصف “الشواخ” الحال الذي يواجهونه كل عام، بالقول: “نفس الأوضاع نواجهها كل عام فالطين والوحل والأوساخ تنتشر بكافة أنحاء الحي والشوارع يصعب اجتيازها، خاصة للأطفال الذين يضطرون للخوض في المياه والطين للوصول لمدارسهم”.

ويرى نوار أبو الذهب (29 عاماً) وهو خريج هندسة مدنية من سكان حي الفردوس في حلب الشرقية، أن معظم مناطق حلب الشرقية شبكاتها الطرقية “بحال يرثى له”.

ويقول: “فهذه الشبكات مهملة بشكل كبير من قبل بلدية حلب ومجلس محافظتها فهذه الطرقات منذ إنشائها لم تكن ذات معايير ومواصفات ملائمة بل كان تنفيذها سيئاً من قبل المتعهدين”.

ويُرجع “أبو الذهب” ذلك “للفساد الذي كان ولايزال متنفذاً بأي مشروع خدمي تقوم به الحكومة، فأساس إنشاء الطرقات كان فاشلاً وغير ملائم”.

وما زاد من وضع الطرقات سوءاً هو فترة الحرب والمعارك التي دارت بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة المسلحة، “أضحت الشوارع والطرقات حتى الرئيسية منها بحال يرثى له”.

 إعداد: جورج سعادة ـ تحرير: قيس العبدالله