مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة بشمال شرقي سوريا جهود حثيثة بدعم محلي
القامشلي – نورث برس
بأناملها الصغيرة تضع الطفلة “جيان” (13 عاماً) التي تعاني من ضمور عقلي، خرزاً ملونة في خيط لتصنع منه الحلي ضمن مركز تأهيلي لذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة القامشلي، شمال شرقي سوريا، لتنمية قدراتها في التعلم ومساعدتها على الاندماج في المجتمع.
وتقول عنود حسين والدة جيان، أثناء زيارتها لمركز ‘‘الشهيدة إيريش’’ بالقامشلي، لنورث برس: “نحن سعداء بهذا المركز، لقد تغير سلوك طفلتي بفضل الاهتمام من معلميها’’.
وتضيف: ‘‘الأطفال يستفيدون كثيراً من ناحية التعليم والترفيه، في المركز’’.
وبهدف تأهيل وتدريب الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وإعادة دمجهم ضمن المجتمع، افتتحت هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل التابعة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، العام الفائت، مركزين في مدينتي القامشلي والحسكة.
ويضم مركز ‘‘الشهيد إيريش’’، الذي يقدم جميع خدماته مجاناً، أقساماً متعددة وهي ‘‘إعاقة سمعية ونطقية، التوحد ومتلازمة الداون، صعوبة التعلم’’، ويرتاده 30 طفلاً.
وفي أجواء من البهجة المرح ضمن حصة ترفيهية، يتمايل أطفال من أعمار مختلفة على أنغام أغاني شعبية راقصة في بهو المركز، كنوع من الترفيه.
وعبرت مزكين صالح وهي والدة الطفلة برفين التي تعاني من تخلف عقلي، عن سعادتها للبرامج التأهيلية في المركز، وقالت لنورث برس: ‘‘ابنتي تعلمت الكثير هنا، تغير سلوكها نحو الأفضل، كما باتت تتعلم اللغات والرسم’’.
ويتبع المركز الذي يشرف عليه مجموعة من الكوادر التدريبية، برنامج تأهيلٍ ومدرسي، ولا سيما أن الكثير من الأطفال لديهم قابلية على التعلم، وذلك مع مراعاة ظرف كل طفل، إلى جانب أنشطة ترفيهية، بحسب جنان الأحمد، مديرة المركز.
وتقول ‘‘الأحمد’’ لنورث برس، إن أبرز الصعوبات لديهم تكمن في “ضيق المركز” الذي هو عبارة عن ملحق مدرسي في حي الغربي بالقامشلي، إلى جانب “قلة مراكز تأهيل الأطفال”.
وتضيف: ‘‘لدينا ضغط كبير بسبب العدد الكبير من الأطفال المسجلين في المركز، ولا نستطيع استقبالهم بسبب ضيق المكان، على اعتبار أن مركزنا هو الوحيد الذي يستقبل الأطفال من عمر 12 عاماً إلى 18 عاماً’’.
إلى جانب مركز ‘‘الشهيد إيريش’’ يوجد مركزين آخرين أحدهما خاص برعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بمدينة القامشلي.
ورغم غياب الإحصائيات الدقيقة لأعداد ذوي الاحتياجات الخاصة في القامشلي، لا يزال الكثيرون ينتظرون الرعاية وتقديم الدعم لهم نظراً لعدم توفر مراكز خدمية كافية، وفق سكان.
وتسعى الإدارة الذاتية لتقديم الدعم وافتتاح مراكز جديدة لتأهيل هذه الفئة المجتمعية، إلا أن “ضعف الميزانية السنوية” لهيئة الشؤون الاجتماعية والعمل تعيق هذه المشاريع، بحسب ما قاله جميل ظاهر، نائب الرئاسة المشتركة للهيئة في الجزيرة.
وأوضح أنهم يقدمون سماعات للذين يعانون من ضعف السمع من عمر السنة الواحدة وحتى الثامنة عشر، وتأمين كراسي لمصابي الشلل من خلال التنسيق مع منظمة الصحة العالمية والمنظمات المحلية.
ويشير ‘‘ظاهر’’ إلى أن هذه المراكز التي تتبع لهم، هي لـ‘‘تأهيل ودمج مجتمعي لحالات التخلف العقلي البسيط من الذين يجدون صعوبة في النطق والسمع والتوحد. ويتم الإشراف على هذه المراكز من قبل كوادر تدريبية”.
ويشدد على أن هذه المراكز تفتقر لكوادر مختصة قريبة من الحالات الموجودة في مراكزهم.
وأشار نائب الرئاسة المشتركة لهيئة الشؤون الاجتماعية والعمل، إلى عدم وجود برامج لدعم ذوي الهمم في إجراء عمليات جراحية إن لزم الأمر، ‘‘لكون ذلك يتعدى إمكانيات الهيئة’’.
وأضاف: ‘‘المنظمات العاملة في المنطقة، تعمل على تكفل بعض الحالات الموجودة ضمن المخيمات الأكثر حاجة فقط’’.
ولفت النظر إلى أنهم يعملون حالياً على افتتاح مركزين جديدين لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة في بلدتي الشدادي وعامودا. وقال: ‘‘لكن الأمر يتعلق بالموازنة العامة’’.