حلب.. الكهرباء في تقنين مستمر ووعود الحكومة “ذهبت أدراج الرياح”
حلب- نورث برس
منذ بداية الشهر الجاري، تصل ساعات تغذية الكهرباء الحكومية في منزل زياد ساعة أو ساعتين بالفترة الصباحية وساعة ونصف في المساء وغالباً هذه الفترة تبدأ بعد منتصف الليل.
زياد قدور (45 عاماً)، من سكان حي الأعظمية بمدينة حلب، يتوقع أن تزداد ساعات التقنين أكثر من ذلك مع اشتداد البرد في الشتاء.
ويختصر الرجل معاناته، “ما باليد حيلة، شتاءنا قاسٍ وليالينا مظلمة وحكومتنا تصم آذانها عن معاناتنا”.
ساعات التقنين الطويلة وغير المحددة للتيار الكهربائيعادت من جديد لتصبح جزءً من معاناة سكان حلب، فالتحسن الطفيف وزيادة التغذية المحدودة لم تدم سوى أسابيع قليلة في نهاية فصل الصيف، ليطل الشتاء حاملاً معه جدول تقنين اعتاد السكان عليه خلال السنوات الماضية وعانوا بسببه الأمرين.
يقول “قدور” إنه فقد الأمل في تحسّن الكهرباء الحكومية، لذا يبحث كما غيره عن بدائل تمكنهم من إنارة منازلهم ولكن ذلك يفرض عليهم مبالغ مالية تفوق طاقة جيوب البعض منهم.
فمولدات الأمبيرات رفعت سعر تغذيتها للأمبير الواحد من 15ألف إلى 19 ألفاً في بعض الأحياء و20 ألفاً في أحياء أخرى أسبوعياً، حيث لا تتخطى مدة التشغيل لمولدة الأمبير 7 ساعات يومياً.
بينما تركيب ألواح الطاقة الشمسية الأقل تكلفة تصل لـ 6ملايين، وأصغر بطارية طاقة ثمنها 200 ألف ليرة وهي بحاجة لشحن مستمر ومتواصل.
وأمام هذه الأسعار، سيلجأ الغالبية كما اعتادوا خلال سنوات مضت إلى الطرق البدائية في الإنارة كالشمعة أو مصباح الكاز وغيرها.
حديث الحكومة ووعودها في تموز/ يوليو الماضي، عن أن تأهيل المحطة الحرارية شرقي حلب سيُساهم في تحسُّن الطاقة الكهربائية على الشبكة ويؤدي إلى تخفيض ساعات التقنين نسبياً، “ذهب كله أدراج الرياح”، بحسب تعبير محمد نور صباغ (33 عاماً)، محامٍ من حي السريان.
وكانتوزارة الكهرباء الحكومية قد كشفت في ذلك الشهر لصحيفة “الوطن” شبه الرسمية، عن انتهاء 50% من صيانة المحطّة بتمويلٍ من شركة إيرانية.
وحينها نقلت الصحيفة عن مصدر في الوزارة، أنَّهُ سيتمّ الانتهاء من تأهيل وتشغيل المجموعة الأولى من محطّة توليد حلب مع نهاية العام الجاري بطاقة إنتاجية تصل إلى 200 ميغا واط، ليصبح إجمالي التوليد من محطّة توليد حلب مع نهاية هذا العام نحو 400 ميغا واط.
وهذا حجم التوليد الذي كان بحسب قول الحكومة سيخفض ساعات التقنين نسبياً، لم يتحقق مع بقاء شهر واحد فقط على نهاية العام الحالي.
يقول “صباغ”، إن ساعات التقنين في منطقته حالياً تصل لأكثر من 12ساعة وأحيانا لا تصلهم الكهرباء سوى ساعتين على مدار 24 ساعة، بعدما كانت خلال تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تصل ساعات التقنين لـ6 ساعات مقابل ساعتي تغذية.
يضيف: “يبدو أن معاناتنا هذا الشتاء ستكون أشد من الأعوام السابقة، فقد يغيب عنا التيار الكهربائي لأيام”.
ونهاية الشهر الماضي، أصدر الرئيس السوري قراراً يسمح للقطاع الخاص بإنتاج الكهرباء، وبموجب القانون الذي نشرته وكالة “سانا” فإن وزارة الكهرباء تمنح الترخيص للمستثمرين الراغبين في تنفيذ محطات توليد الكهرباء اعتماداً على مصادر الطاقات المتجددة وشراء الكهرباء المنتجة وبالأسعار التي يتم التعاقد عليها مع المستثمر.
واعتبر البعض أن الحكومة تتجه نحو “خصخصة” الكهرباء، بعد فشلها في تخفيف الأزمة الحادة للكهرباء.
ويستاء حسين كنجو (39 عاماً)، صاحب منشأة صناعية في حي الكلاسة بحلب من حال الكهرباء الذي يتجه “من سيء لأسوأ”.
يقول إن محافظ حلب خلال اجتماعهم به في غرفة صناعة حلب مطلع الشهر الماضي، وعدهم بزيادة حصة حلب من الكهرباء 50ميغا لتضاف لـ 200ميغا وذلك لدعم المناطق الصناعية والأحياء السكنية.
ويضيف: “هذه الحصة عملياً لا تكفي لتشغيل منطقة صناعية واحدة كالشيخ نجار في حال أتت كاملة ومتواصلة، فكيف لها أن تسد حاجة باقي المناطق الصناعية وأحياء المدينة وريفها”.
ويزيد على كلامه، ” 5ميغا التي تحدث عنها المحافظ لم نحصل منها على أمبير واحد”.