مخاوف وسط أهالي شمالي سوريا من حصول انتهاكات ضد المدنيين في حال تنفيذ تركيا لتهديداتها

NPA
استطلعت وكالة "نورث برس" آراء أهالي شمال وشرقي سوريا حول التهديدات التركية على المنطقة وانسحاب القوات الأمريكية, حيث لم تختلف آراء الأهالي حول ما ستؤول إليه الأمور في حال حصل هجوم تركي على المنطقة.

خوف من الانتهاكات في كوباني
تاليفان مصطفى من أهالي مدينة كوباني/عين العرب أشارت لـ"نورث برس" إلى أنه ستحدث انتهاكات من حالات قتل وذبح واستهداف الأبرياء, بالإضافة إلى أنه ستحدث موجة نزوح كبيرة في المنطقة.
ونوهت تاليفان إلى أن "دخول تركيا إلى مناطق شمال شرقي سوريا يعني دخول داعش للمنطقة", مبينة أن أبناء المنطقة قدموا تضحيات وساعدوا التحالف الدولي وأمريكا  في حربها على تنظيم "الدولة الإسلامية" من أجل "تحرير مدن الطبقة والرقة ودير الزور".
لم تختلف وجهة نظر خليل محمد مستو (41 عاماً) من سكان مدينة كوباني/عين العرب عن تاليفان, مضيفاً بأنه في حال سيطرت تركيا على مناطق شمال وشرقي سوريا وانسحبت أمريكا من المنطقة ستحدث "عمليات قتل ونزوح وتهجير وسيحدث في منطقتنا ما حدث أثناء اجتياح داعش".
وأضاف مستو إلى المنطقة تسودها حالة من الأمان والاستقرار, مشيراً إلى أن التهديدات التركية تتسبب بمخاوف للأهالي.

الشدادي
من جانبه استنكر المواطن محمد علي من أبناء مدينة الشدادي جنوبي الحسكة التهديدات التركية واصفاً إياها بـ"الاحتلال", مشيراً إلى أن الهجوم التركي على المنطقة سيشعل حرباً جديدة في المنطقة.
ولفت علي إلى أن انسحاب القوات الأمريكية يضع شعوب شمال وشرقي سوريا في مرمى "للاحتلال التركي".
بدوره استنكر حارث العزاوي من أبناء مدينة الشدادي التهديدات التركية, قائلاً " كنا نعتمد على التحالف الدولي والقوات الأمريكية, إلا أنها تركت كل شيء وقررت الانسحاب".

خيبة في سري كانيه
وتفاجئ أهالي سري كانيه/رأس العين كغيرهم من أهالي مدن الأخرى في شمال وشرقي سوريا, صباح اليوم, بقرار انسحاب القوات الأمريكية من نقطة المراقبة في قرية تل أرقم/8/كم غربي سري كانيه معبرين بذلك عن خيبة أملهم مما جرى.
وقال عبدالسلام محمد(38 عاماً)، من أهالي مدينة سري كانيه لـ"نورث برس" إن "ما جرى اليوم كان مفاجئاً  لنا جميعاً وكان أملنا بدول التحالف كبيراً جداً، لأن قواتنا من العسكرية كافحت الإرهاب ليس فقط عن منطقتنا في شرق الفرات ،بل عن جميع العالم",  موضحاً أن ما جرى من انسحاب هو موضع سخط وانتقاد.
وأشار محمد  إلى أن الوضع حتى الساعة ليس واضحاً تماماً لكن هذه "الخطوة انتقاص بحقنا"، مضيفاً "على دول التحالف ألا تتخلى عنّا بهذه السهولة، فليس هناك تكافؤ بين قواتنا وقوة الدولة التركية
وأضاف "على الرغم  من عدم التكافؤ في ميزان القوى إلا أننا عازمون على الدفاع عن أنفسنا كما واجهنا سابقاً تنظيم داعش والنصرة وكتائب الجيش الحرّ, سنواجه الجيش التركي أيضاً".
من جهته نوه شوكت مصطفى (45 عاماً) من سكان مدينة سري كانيه، إلى أن "تركيا تريد تقويض الأمن والاستقرار الذي يعم المنطقة في محاولة منها لإعادة تنظيم داعش وإحيائه من جديد", على حد قوله.

الحسكة
ووصف ريناس عبد القادر خليل (25 عاماً) من سكان  مدينة الحسكة  القرار الذي صدر بانسحاب القوات الأمريكية من سري كانيه/رأس العين و كري سبي/تل أبيض بأوامر من  الرئيس الأمريكي دولاند ترامب، بـ"الخيانة", قائلاً " تم خيانتنا، وسيلحقنا ضرر كبير في المناطق الحدودية ومختلف مناطق شمال وشرق سوريا".
وأضاف خليل " كان من المفترض إقامة المنطقة الامنة, ولكن بعد انسحاب القوات الأمريكية من عدد من مدن شمال سوريا،  فإن الأهالي متخوفون من هذا الانسحاب، إذا قام الجيش التركي باجتياح المنطقة فسيحل بنا ما حل بعفرين".
بدورها تتخوف أمينة ابراهيم (50 عاماً) من سكان الحسكة أن يحل بهم ما حل بأهالي منطقة عفرين, قائلة "أمريكا تخلت عنا، ولم نكن نتوقع ذلك، الشعب سيهجر إلى أين يذهبون، وإذا دخلت قوات أردوغان المنطقة سيهجر الشعب الذي لا يعرف إلى أين يلجأ".

ديريك/ المالكية
محمد رشيد من أهالي مدينة ديريك/ المالكية لم يستغرب من الانسحاب الأمريكي من المنطقة قائلاً " الانسحاب الأمريكي شيء طبيعي, فأمريكا لا يوجد لها أصدقاء, صديقتها الوحيدة هي مصلحتها".
ونوه رشيد أن الانسحاب الأمريكي بلا شك يؤثر على المنطقة, حيث هناك تخوف من الأهالي, قائلاً " نتخوف من الهجوم التركي والمنطقة محاطة بالأعداء".
من جانبه اعتبر عبدالعزيز درويش من سكان ديريك أن الموقف الأمريكي موقف "مخزي", قائلاً " لم نكن نتوقع أن يتنازل لأردوغان  بهذه السهولة".
وأشار درويش إلى مناطق شمال وشرقي سوريا تعتبر آمنة بالمقارنة مع غيرها, مضيفاً أن "الأسباب التي تقدمها تركيا لاحتلال المنطقة كلها أكاذيب".
أما المواطن كاوا اسماعيل من ديريك فقال أن الانسحاب الأمريكي كان غير متوقعاً, قائلاً " لن يتكرر سيناريو عفرين, إلا أن الانسحاب سيؤثر سلبياً على المنطقة."
وأضاف اسماعيل أن الكرد دائماً يقعون بمثل هذه الأخطاء, فحين اللزوم نفدي بأرواحنا ونكون بالجبهات المتقدمة, لكن عندما تنتهي المعارك لا نجد أحد يسند ظهرنا, بحسب قوله.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب, قد قال في سلسلة تغريدات على "تويتر"  إنه "حان الوقت لخروج أمريكا من هذه الحروب السخيفة, وإن أمريكا بعيدة عن المنطقة (7000) ميل لهذا ستعود فقط إن اقترب تنظيم "الدولة الإسلامية" منها."
وانسحبت مجموعتان من القوات الأمريكية، فجر اليوم، من نقطتين تابعتين لها، إحداهما في سري كانيه/رأس العين والأخرى في كري سبي/تل أبيض على الحدود السورية-التركية شمالي سوريا.