حالة نادرة.. ولادة طفلين ملتصقي البطن لعائلة نازحة في الحسكة

الحسكة – نورث برس

وُلِدَ طفلان “سيامي” ملتصقا البطن، منذ أيّام، لعائلة نازحة من سري كانيه، في أحد مخيمات الحسكة، شمال شرقي سوريا، في حالة نادرة ليس على مستوى الجزيرة فقط، بل في عموم البلاد.

وقال جاسم الجاسم، اختصاصي بجراحة الأطفال وحديثي الولادة، والطبيب المُشرِّف على حالة الطفلين، إنهما ملتصقان في منطقة البطن والكبد، وجزء من الأمعاء.

وأشار “الجاسم” إلى أن الكبدين مُلتصقين بنسبة 10 بالمئة.

وذكر الطبيب أنَّ عملية الفصل يجب أنْ تتمَّ بعد حوالي ست أشهر، في مراكز طبيّة متخصصة ومتطورة، في حين أنَّ عمر الطفلين لا يتجاوز 25 يوماً، “ولا يمكننا إجراء العملية في الحسكة، ولا يوجد مقومات أو كادر قادر عليها”.

وأضاف الطبيب “دمشق أيضاً لا يوجد فيها كادر متخصص لمثل هذه الحالات.. وهناك مركز في العاصمة  السعودية الرياض” حسب (الجاسم)”.

وتُكلِّف العملية من 10 إلى 15 مليون ليرة سورية، ولم تتكفل بها أيَّة منظمة، والتي أبى معظمها تقديم المساعدة، وفق مصدر مُقرَّب من العائلة.

ولفت الطبيب النظر إلى أنَّ مثل هذه الحالات نادرة ليس على مستوى الجزيرة السورية فقط، بل على مستوى البلاد عموماً، ومنذ خمس سنوات وُجدَت حالة مشابهة لها.

وتظهر هذه الحالة بنسبة 1 إلى 49 ألفاً، حسب الدكتور عبد الله الربيعة وزير الصحة السعودي السابق، وأحد المختصين في فصل التوأم السيامي.  

وللطفلين 4 أخوة أكبر منهما، في حين يبلغ عمر والدتهما (22 عاماً)، وهما من عائلة نازحة من مدينة سري كانيه (رأس العين).

وتقيم العائلة في مخيم “واشوكاني” غرب الحسكة، منذ الغزو التركي  لمدينتي سري كانيه وتل ابيض في تشرين الأول/أكتوبر 2019، حيث هُجِّر نحو 300 ألف من سكان المدينتين وريفيهما بحسب إحصائيات الإدارة الذاتية الرسمية.

ويضم مخيم واشوكاني 16396 نازحاً، من  2383 عائلة، وفيه 1989 خيمة، حسب إدارة المخيم.

ويُعرِّفُ أطباء مختصون حالات التوأم الملتصق (السيامي) بأنّها تشوه جيني، أسبابه غير معروفة بصورة علمية دقيقة، إلا أنّها تعود بشكل عامّ لعدم انفصال البيضة الملقحة لنقص في الهرمونات أو مساعدات الانفصال، جرّاء تناول الأم عقاقير دون استشارة الطبيب أو التلوث البيئي.

وشرح الطبيب النظرية الأقدم لسبب ولادة توأم ملتصق، بشكل مبسط، “تنقسم البيضة المخصبة انقساماً جزئياً، هذه النظرية الأولى، والثانية تنقسم البويضة المخصبة انقساماً كاملاً، بعدها يحدث اندماج بين الخلايا”.   

ويخطط والد طفلي السيامي عيسى شاهين، لنقلهما إلى الشام قريباً، آملاً في إنقاذهما، كما قال لنورث برس.

إعداد: إيفا أمين – تحرير: رهف يوسف