الشتاء وخيرسون.. قد تشكلان بداية مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا

دمشق – نورث برس

يجري حديث متزايد داخل الإدارة الأميركية حول ما إذا كانت المكاسب الأخيرة لأوكرانيا في ساحة المعركة يجب أن تثير جهوداً متجددة للسعي إلى نوع من التفاوض لإنهاء القتال، أم لا.

وقوبل إعلان روسيا عن انسحابها الكامل من خيرسون التي استولت عليها روسيا منذ بدء الحرب، باحتفال الكثيرين في أوكرانيا والغرب، حتى دفع البعض في الحكومة الأمريكية إلى اقتراح فتح باب المحادثات الدبلوماسية.

وخلال المحادثات في الداخل الأميركي  حول الحرب في أوكرانيا وفقاً لتقارير غربية، قاد رئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي، في الأسابيع الأخيرة دفعة نحو إمكانية البحث عن حل دبلوماسي مع اقتراب القتال من الهدوء حيث يحل الشتاء.

لكن موقف الجنرال ميلي والذي جاء بالتزامن مع استعادة أوكرانيا مدينة خيرسون، لا يحظى بدعم واسع من فريق الأمن القومي للرئيس جو بايدن.

ووصف رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي ، الهجوم الروسي على أوكرانيا بأنه “خطأ استراتيجي هائل”.

لكنه في إشارة إلى تطلعه إلى بدء التفاوض، قال: “عندما تكون هناك فرصة للتفاوض، وعندما يمكن تحقيق السلام ، اغتنمها (..) اغتنم اللحظة”.

وفي موقف محايد بين مع أو ضد التفاوض،  قال الرئيس الأميركي، إن “الأمر متروك للأوكرانيين” عندما سئل عن إمكانية إجراء محادثات.

وأضاف  “لا شيء عن أوكرانيا بدون أوكرانيا”.

وفي حين أن بعض مسؤولي بايدن أكثر انفتاحاً على الدبلوماسية، فإن معظم كبار مسؤولي والأمن القومي قلقون من منح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي نوع من النفوذ على طاولة المفاوضات ويعتقدون أن الأوكرانيين يجب أن يقرروا متى يجب عليهم ذلك، وليس الولايات المتحدة.

ويحث المسؤولون الأمريكيون أوكرانيا على إظهار نفسها بأنها لا تزال منفتحة على المناقشات الدبلوماسية مع روسيا.

يأتي موقف الجنرال ميلي وفي الوقت الذي يتعمق فيه الجيش الأمريكي في مخزونات الأسلحة الأمريكية لدعم الأوكرانيين مع اقتراب فصل الشتاء – مثل السخانات والمولدات الكهربائية – مما أثار مخاوف بشأن المدة التي يمكن أن تستغرقها هذه الحرب.

ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس، أول أمس الخميس، توضيح ما إذا كانت وزارته توافق على موقف ميلي.

وقال برايس: “لا يزال العبء يقع على عاتق موسكو لتثبت ليس فقط بالكلام ولكن أيضاً بالأفعال أنها مستعدة للتفاوض، وأنها مستعدة لتلبية ما سمعه العالم بوضوح شديد من شركائنا الأوكرانيين”.

ويعتقد بعض المسؤولين الأمريكيين والغربيين بشكل متزايد أنه لا يمكن لأي من الجانبين تحقيق جميع أهدافهم في الحرب الأوكرانية.

ما يدفعهم للحث على استغلال التباطؤ وتخفيف وتيرة القتال المتوقع في الشتاء كفرصة لبدء الدبلوماسية بين روسيا وأوكرانيا.

وقال الكرملين يوم الجمعة، إن مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا، لا تزال جزءاً من روسيا رغم إعلان موسكو أن قواتها تتراجع مع تقدم القوات الأوكرانية.

وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، للصحفيين بعد الإعلان الروسي عن الانسحاب من خيرسون، أنه “لا توجد تغييرات في هذا ولا يمكن أن تكون هناك تغييرات.”

ظل المسؤولون الأوكرانيون حذرين بعد أن أشارت موسكو في وقت متأخر من يوم الأربعاء إلى أنها ستسحب قواتها من الضفة الغربية لنهر دنيبرو في خيرسون، لكن اذا تحقق بالفعل فإن ذاك سيكون انتكاسة روسية كبيرة في منطقة ادعى فلاديمير بوتين ضمها.

ورداً على سؤال للصحفيين عما إذا كانت روسيا تأسف الآن لضم خيرسون، قال بيسكوف إن الكرملين “لا يأسف” على هذه الخطوة.

وكانت خيرسون أول مدينة رئيسية تسقط في أيدي القوات الروسية بعد أن أعلنت روسيا حملتها ضد أوكرانيا في 24 شباط/ فبراير الماضي.

في غضون ذلك، حذّر محللون من أن الانسحاب الروسي خيرسون في جنوب أوكرانيا من المرجح أن يكون محفوفاً بالمخاطر على الجانبين.

وقالت الحكومة الأوكرانية إنها متشككة بشأن انسحاب روسيا، على الرغم من أن قواتها على الأرض تتقدم مستغلةً على ما يبدو الفرصة لاستهداف مجموعات كبيرة من القوات الروسية التي تستعد للانسحاب.

وحذر أوليكسي دانيلوف ، سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع في أوكرانيا ، سكان منطقة خيرسون من العودة إلى ديارهم فقط لأن القوات الروسية تركت ألغاماً ومتفجرات أخرى على الأرض عندما انسحبت.

إعداد وتحرير: هوزان زبير