ماشية هزيلة تواجه الجوع جنوبي الحسكة ومربون لا مخصصات لقطيعهم من الأعلاف

الشدادي- نورث برس

يسرح قديف بقسم من أغنامه في البراري لعلها تجد ما يسد جوعها، فيما أبقى قسماً منها في المنزل لعدم قدرتها على السير بعدما أنهكها الهزل والجوع.

قديف الأحمد (60 عاماً)، مربي ماشية من ريف مدينة الشدادي جنوبي الحسكة، خسر إلى الآن عشرة من رؤوس أغنامه بسبب الجوع ويكتنفه القلق حيال قطيعه المتبقي الذي يعاني من أمراض ونقص الوزن.

ويشتكي مربو ماشية في ريف الشدادي من بينهم “الأحمد” من عدم حصولهم على مخصصات أغنامهم من الأعلاف من قبل لجنة الثروة الحيوانية في الشدادي وسط غلاء ثمنها في السوق السوداء وعجز البعض عن شرائها.

ويفاقم الوضع أكثر حالة الجفاف التي تعاني منها المنطقة منذ أكثر من عامين، حيث لا مراعي طبيعية تتغذى عليها الماشية.

ويعتمد سكان المناطق الجنوبية لمدينة الحسكة على تربية المواشي بالدرجة الثانية بعد الزراعة لتأمين قوتهم.

ويقول “الأحمد” الذي يملك حالياً 50 رأساً من الأغنام في قرية جرمز بريف الشدادي، إن وضع أغنامه يسوء يوماً بعد آخر وخاصة أنه لم يعد بإمكانه شراء الأعلاف لها من السوق السوداء.

ويضيف بينما يتفحص نعجة هزيلة، “الجوع سيتسبب بموت كل أغنامي، لا يوجد أي مرعى ينقذها من الجوع، حتى في حال قمنا بعرضها للبيع لا أحد يشتريها لسوء حالها”.

أسعار غالية

ويبلغ سعر الكيلوغرام من النخالة في السوق السوداء 1400 ليرة سورية، فيما يباع الكيلوغرام من الشعير بـ2800 ليرة، بينما الكيلوغرام من التبن بـ400 ليرة.

وأمام هذا الغلاء، يلجأ محمد الأحمد (45 عاماً) مربي ماشية من قرية جرمز، لشراء مادة التبن لإطعام أغنامه عوضاً عن العلف نظراً لرخص سعره مقارنة مع الأعلاف.

ويستاء الرجل الأربعيني من عدم حصوله على الأعلاف من لجنة الثروة الحيوانية وخاصة أنه هو وإخوته يملكون 180 رأساً من الأغنام ويعتمدون عليها كمصدر رزقهم.

وتحوي أرياف الشدادي نحو 900 ألف رأس غنم و2015 رأساً من الأبقار موزعة على 156 قرية، بحسبلجنة الثروة الحيوانية في الشدادي.

يقول “الأحمد” إنه منذ عامين لم يستلم أعلافاً من الثروة الحيوانية، “لذا نستعين بالتبن لإطعام الأغنام علماً أنه لا يوجد فيه قيمة غذائية مفيدة مثل الأعلاف”.

وكان قد لجأ مربو ماشية إلى تضمين مخلفات محاصيل بينها القطن، فيما باع البعض رؤوساً من ماشيته لتأمين العلف لبقية القطيع.

15 بالمئة فقط

وبحسب محمد جمعة، إداري في لجنة الثروة الحيوانية بالشدادي، فإن 15 بالمئة فقط من مربي الماشية استلموا مخصصات قطيعهم من الأعلاف.

وتوزع “الثروة الحيوانية”، 10 كيلوغرام من النخالة بسعر 750 ليرة سورية لكل رأس ماشية.

وكانت الإدارة الذاتية قد رفعت في تشرين الأول/ أكتوبر الفائت سعر الكيلوغرام من النخالة من 450 ليرة سورية إلى 750 ليرة.

وحول شكاوي مربي الماشية واتهاماتهم، يشير الإداري إلى أن عملية توزيع الأعلاف تتم حسب الإمكانات المتاحة لديهم وهي ما زالت مستمرة.

ولكن كلام الإداري لا يقنع العديد من المربين الذين اتهموا مسؤولين في اللجنة بالتلاعب وتسجيل أسماء أشخاص لا يملكون مواشي لكي يحصلوا على الدعم فيما يتم حرمان الذين يملكون العشرات من رؤوس ماشية.

والتقت نورث برس بعدد من مربي ماشية بريف الشدادي، أكدوا أنهم لم يستلموا أعلافاً من اللجنة منذ عامين رغم تسجيل أسمائهم، وسط تساؤلات حول مصير مخصصات ماشيتهم من الأعلاف.

ويقول محمد العمار(60 عاماً)، مربي ماشية، والرئيس المشارك في كومين قريتي جرمز والنعامة، إنه راجع جميع المكاتب المسؤولة عن قسم الثروة الحيوانية في الشدادي والحسكة للاستفسار عن سبب عدم توزيع الأعلاف في هاتين القريتين، “ولكن دون نتيجة”.

وتضم جرمز والنعامة نحو 700 عائلة وتعتمد غالبيتها على تربية المواشي كمصدر رزق أساسي لها.

يقول “العمار” إنه تم إحصاء عدد المواشي والأشخاص الذين يمتلكونها ضمن جداول بالتنسيق مع لجنة الثروة الحيوانية في جرمز والنعامة في وقت سابق من هذا العام، “ولكن إلى الآن لم نعرف سبب عدم التوزيع”.

ويرد “جمعة” على هذا الاستفسار بالقول إن إحصائيات أعداد المواشي في قريتي جرمز والنعامه تم رفعها إلى قسم الثروة الحيوانية في الحسكة، “ولكن حتى اللحظة لم يأتِ أي رد بخصوصها”، دون إضافة المزيد من التفاصيل.

 إعداد: باسم شويخ- تحرير: سوزدار محمد