سبّب خسائر لأصحاب محال تجارية.. ركودٌ في أسواق كوباني

كوباني – نورث برس

دفع تراجع حركة الأسواق، بمصطفى حسين (42 عاماً)، إلى تقليص تجارته، فقد أغلق اثنين من محاله الخاصة ببيع الألبسة واكتفى بأربعة بعد أن كان يدير ستة في سوق تلل التجاري بكوباني.

يقول “حسين” إنه كان في السابق يشتري بضاعة بألفي دولار أسبوعياً نتيجة الإقبال الجيد على الشراء، بينما لا يشتري حالياً سوى بـ 500 دولار، ويعيد السبب لتردي الوضع الاقتصادي للسكان وضعف القدرة الشرائية لديهم.

وبدأت كوباني تشهد تراجعاً ملحوظاً في حركة العمل، عقب سيطرة تركيا والفصائل الموالية لها على سري كانيه وتل أبيض عام 2019، وتفاقم الوضع أكثر قبل عام.

وبحسب تجار وأصحاب محال تجارية فإن الحركة في أسواق المدينة تراجعت بأكثر من 50 بالمئة، خاصة في ظل حساب قيمة البضائع وفق سعر الدولار.

ومن العوامل الأخرى كما يشير “حسين”، الهجرة وارتفاع قيمة الجمارك على البضائع، لكن “تدهور قيمة الليرة وتدني قيمة الأجور للموظفين والعمّال، ساهم بشكل أكبر في هذا التراجع”.

ومؤخراً زادت الإدارة الذاتية الرسوم الجمركية على بعض السلع والبضائع.

ويوافق مظلوم جمعة سلفه في أسباب تراجع الحركة التجارية في الأسواق، ويضيف: “تكلفة شحن البضائع ترفع من سعرها”.

ويتقاضى موظفو الإدارة الذاتية رواتبهم بالليرة السورية ويبلغ وسطي الرواتب 400 ألف ليرة، بينما يصل سعر الجاكيت الشتوي من النوعية الجيدة لـ 200 ألف.

يقول “جمعة”، صاحب محل بيع ألبسة، إنهم يعتمدون على الموظفين بالدرجة الأولى، لكن هؤلاء يعانون صعوبات اقتصادية لتأمين احتياجاتهم الأساسية، تمنعهم من شراء الألبسة.

ويرى “جمعة” أن تخفيض الرسوم الجمركية على البضائع وأجرة الشحن ورفع رواتب الموظفين، حلول تساعد بعودة النشاط التجاري إلى الأسواق ويمكن للمواطن العادي أن يلبي احتياجاته.

وأمام ضعف الحركة الاقتصادية، اضطر أصحاب مهن لمغادرة كوباني وأغلبيتهم توجهوا لمدينة الرقة.

والحال لدى مصطفى ليس أفضل من سابقيه، فهو كل صباح يفتح محله ويأمل أن يتغير شيء من الواقع يخرجه من خساراته نتيجة ركود الحركة التجارية وتدهور قيمة الليرة السورية عله يستعيد رأس ماله، لكن دون فائدة.

مصطفى درويش (30 عاماً) الذي يمتلك محلاً لبيع الألعاب الإلكترونية بسوق تلل، يقول إن عمله شهد ركوداً خلال الآونة الأخيرة وبدأ يخسر في تجارته.

ولحقت بالبائع خسارات متتالية في رأس المال وتراكمت عليه الديون رغم أن الوضع لم يكن كذلك حين عاد إلى كوباني في 2017، إذ أنه كان يعمل في إقليم كردستان العراق.

ويشير إلى أنه عندما عاد إلى كوباني وأسس عمله الخاص، استطاع تحقيق أرباح جيدة بادئ الأمر وبقي لسنوات على ذات المنوال، حيث نجحت تجارته.

لكن بدأت حركة العمل لديه تتراجع وخاصة بعد سيطرة تركيا على سري كانيه وتل أبيض. ويرى أن لهذا الأمر تأثير مباشر على الأسواق، “لكنه لم يكن كوضعنا الراهن، أستطيع القول كانت هناك حركة لا بأس بها في الأسواق”.

وكان الرجل يمتلك رأس مال يقدر بـ12 ألف دولار، خسر الكثير منها وبات اليوم مطَالباً بتسديد ديون لعدد من التجّار، ما اضطره لبيع بضائع في محله لتجّار آخرين.

إعداد: سامر عثمان – تحرير: زانا العلي