مركز التسويق الوحيد للقطن في الرقة.. ازدحام كبير وانتظار طويل
الرقة- أحمد الحسن- NPA
يشتكي مزارعو القطن في مدينة الرقة وريفها من اعتماد الإدارة الذاتية مركزاً واحداً للتسويق لكل منطقة الرقة, الأمر الذي أدى إلى الازدحام الكبير للآليات المحملة بالقطن وانتظار المزارعين لأكثر من أسبوع أمام مركز التسليم.
وحددت الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا خمسة مراكز للتسويق موزعة على مناطق شمال شرقي سوريا، ومن ضمنها مركز السلحبية الواقع غربي الرقة بحدود/24/ كم, حيث تقدر المسافة بين بعض القرى والمركز بحدود/37/كم.
الوقوف والانتظار الطويل أمام مركز التسويق الرئيسي للرقة في قرية السلحبية, الذي وصل طابوره لحوالي /6/ كم, سبب حالة من التذمر لدى الفلاحين الذين يشتكون من تكاليف أجور النقل المرتفعة للوصول إلى مركز السلحبية.
واستطلعت "نورث برس" آراء بعض فلاحي الرقة حول تسليم القطن في مركزها الوحيد, حيث أشار المزارع حسين الدندل إلى أنه "منذ عشرة أيام ينتظر دوره لإفراغ حمولته", منوهاً إلى أن مركز السلحبية "لا يفرغ في اليوم الواحد أكثر من عشرة آليات محملة بالقطن".
وأضاف الدندل أن كل هذا "التأخير والمماطلة لاستلام القطن, ليقوم ببيع محصوله إلى التجار حتى يستفيدوا منه", مطالباً بفتح مركز آخر قريب من القرى البعيدة.
ولفت الدندل إلى أن هناك أكثر من /500/ آلية تنتظر في الطابور, مشيراً إلى أنالدور لن يصل لبعض الفلاحين لأكثر من عشرين يوماً.
من جانبه عبر السائق محمود الجريجب من قرية الحمرات شرقي مدينة الرقة، والذي ينتظر دوره منذ خمسة أيام عن معاناته قائلاً "الانتظار الطويل تحت الشمس تسبب باهتراء الأكياس وجفاف القطن, مما أدى إلى انخفاض وزنه".
لا تختلف معاناة الفلاح خالد المحمد عن باقي الفلاحين الذين ينتظرون دورهم لتسليم محصولهم, حيث بيّن المحمد أنه ينتظر دوره منذ ستة أيام, قائلاً "أتيت بقطني من مسافة تتجاوز /80/ كم ولا أعلم متى يأتي دوري لإفراغ حمولتي".
وأضاف المحمد "اصطفافنا على الدور لأيام طويلة على الاوتوستراد وتحت الشمس يجعل رزقناً عرضة للخطر بسبب الازدحام", ضاماً صوته لباقي الفلاحين المطالبين بفتح مركز تسليم أقرب إلى القرى.
وبدأ مركز السلحبية استلام القطن من الفلاحين في الـ28 من شهر أيلول/ سبتمبر الماضي, حيث تم استلام حوالي 1600- 1500// طن من القطن حتى الآن, بحسب فتحي الحسن إداري في مركز أقطان السلحبية.
وقد بيّن فتحي الحسن الغاية من اختيار مركز السلحبية للتسويق بأنه يتوسط بين الطبقة وريف الرقة لتسهيل عملية النقل على الفلاحين.
ويعمل في المركز حوالي مئة عامل موزعين بين ورش العتالة والنساء اللواتي يقمن بجمع القطن ووضعه في أماكنه المخصصة, بالإضافة إلى عشرين موظف موزعين بين القبان والخبراء الذين يعملون على معاينة القطن ومراقبين يشرفون على عملية تصفيف أكياس القطن, بحسب ما أفاد الحسن.
وأشار إلى أن المركز تم تجهيزه بسيارة إطفاء وتركس لتفادي أي حادث أثناء عمليات التسويق, منوهاً إلى أن المركز يستلم يومياً ما بين /45-40/ ألية.
ويشهد موسم القطن هذا العام تحسناً كبيراً بالنسبة للسنوات الماضية من حيث الإنتاجية, حيث بيّن الحسن أن "إنتاجية هذا العام جيدة حيث يتراوح إنتاج الدونم الواحد من القطن بما يقارب /350/ كغ".
وعن عملية فحص القطن المستلم من الفلاحين قال حسين الخليفان خبير في مركز أقطان السلحبية في حديثه لـ"نورث برس": أعمل على أخذ رقم البيان والآلية وعدد أكياس القطن وترقيمها بحسب جودة القطن ضمن مجموعة من الرموز لتقيّم جودة القطن من الأعلى إلى الأدنى".
وكانت هيئة الزراعة والاقتصاد قد حددت مبلغ /330/ ليرة سورية (حوالي نصف دولار)، كحد أعلى لسعر كيلو القطن الواحد، ومبلغ /320/ ليرة سورية (أقل من نصف دولار) كحد أدنى للكيلو الواحد.