القامشلي – نورث برس
يركز الجانب الأميركي بشكلٍ لافت على مخيم الهول الذي يعدّ أكثر البقع الجغرافية خطورة شمال شرقي سوريا، بعد أحداث دامية شهدتها مدينة الحسكة إبان هجوم خلايا “داعش” على سجن الصناعة في كانون الثاني/يناير هذا العامّ.
في نهاية الأسبوع الماضي، زار وفد مؤلف من سبعة مسؤولين وموظفين في وزارتي الخارجية والدفاع الأميركية، مخيم الهول شرق الحسكة، في خطوة ترجمت زيادة اهتمام واشنطن بالمخيم.
سبقها زيارة ميدانية لمخيم الهول، لقائد القيادة المركزية الأميركية، مايكل كوريلا في العاشر من أيلول/سبتمبر المنصرم، أكد فيها على ضرورة المخيّم وعدَّها “أرضاً خصبة للجيل القادم من داعش”.
وذكرت السفارة الأميركية عن زيارة الوفد الأميركي الأخير، أنّ الزيارة جاءت “لمناقشة عمليات الإعادة إلى الوطن”، مشجعة جميع الدول التي لها رعايا في مخيمات شمال شرقي سوريا، على هذه الخطوة.
وقال نيد برايس، الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الأميركية، أمس الاثنين، إنّ على البلدان إعادة مواطنيها من مخيمات شمال شرقي سوريا، وتقديم المساعدة لهم “لمنع عودة ظهور داعش”.
وأشار “برايس” إلى أنهم يعملون على إيجاد حلول “دائمة” لهذه القضية.
ورأى مراقبون أن عائلات “داعش” المتواجدين في مخيمات شمال شرقي سوريا، هم بمثابة “حافز” لعناصره، ولهم دور كبير في نشاطه، وقاطنو هذا المخيم يتلقون دعماً من جهات خارجية.
والسبت الماضي، زار إيثان غولدريتش، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي، دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا، والتقى ممثلين عن الإدارة الذاتية.
وتباحث الطرفان في عدة مواضيع من ضمنها شؤون الإرهاب وترحيل الرعايا الأجانب من مخيمي الهول وروج، ورافق النائب فريق مختص بالشؤون المدنية والإنسانية.
ورحب بدران جيا كرد، الرئيس المشارك لدائرة العلاقات الخارجية، بهذه الخطوة، مشيراً إلى أنَّهم على استعداد للتعاون مع الدول التي تريد إعادة رعاياها من المخيمات والسجون.
ولم تتوانى الإدارة الذاتية عن إعلان موافقتها حيال إخلاء المخيم من عائلات تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في كل فرصة سانحة، حتى أنها طالبت بذلك في عدة مناسبات.
ونهاية أيلول/سبتمبر المنصرم، قدّم عضوا مجلس الشيوخ الأميركي، جين شاهين وليندسي غراهام، مشروع قانون يهدف إلى الحدّ من مشكلة انتشار خلايا التنظيم في سوريا ومعالجة مشكلة المخيمات وفي مقدمتها مخيم الهول.
جهود الإخلاء
تنتقد الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا، موقف الدول الغربية لإيجاد حلول جذرية لمشكلة عائلات “داعش” في المخيمات وإنشاء محكمة دولية لمحاكمة عناصر التنظيم في السجون.
ورغم عمليات ترحيل الأجانب من مخيمي روج والهول، إلا أن الإدارة الذاتية تعتبرها خطوات غير فعالّة، فضلاً عن تأثر عمليات الترحيل بالمتغيرات الإقليمية والدولية.
إلى ذلك تتعطل عمليات إخراج السوريين من المخيمات لعدم قدرة هؤلاء الوصول إلى مناطقهم، فيما عمليات ترحيل العراقيين هي الأخيرة تتعطل لأسباب تتعلق بالأوضاع الأمنية في العراقي، بحسب تصريحات رسمية.
وفي مطلع الشهر الجاري، قال مصدر خاص، لنورث برس، إنهم يسجلون عدد من أسماء السوريين لإخراجهم من الهول إلى مدينة منبج، لتكون هذه الدفعة الثالثة التي ستغادر مخيم الهول قريباً.
وخرج في الدفعة الثانية من السوريين لهذا العام من المخيم 400 شخص تضمهم 77 عائلة من دير الزور وريفها.
وبعدها بأيام، أعلن مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، استمرار حكومة بلاده بإعادة اللاجئين العراقيين من الهول في سوريا.
ويأوي مخيم الهول الواقع بريف الحسكة الشرقي، شمال شرقي سوريا، نحو 50 ألف شخصاً بينهم نحو 30 ألف عراقياً.
وغادر المخيم 925 عائلة عراقية هذا العامّ على دفعات بحسب تصريحات وزارة الهجرة العراقية.
إلى ذلك، زارت عدة وفود أوروبية شمالي وشرقي سوريا منذ مطلع العام الجاري، كان آخرها من كندا التي استعادت أربعة من رعاياها (امرأتان وطفلان).
كما وسلّمت دائرة العلاقات الخارجية، 11 امرأة و33 طفل لوفد الحكومة الهولندية، وامرأة وأربعة أطفال لوفد الحكومة الألمانية، من ذوي عناصر “داعش”، في الأول من الشهر الجاري.
وبلغ عدد أفراد عائلات تنظيم “داعش” الأجانب الذين تمَّ ترحيلهم هذا العام 517 فرداً، غالبيتهم من الأطفال، ويعدّ هذا الرقم هو الأعلى منذ إعلان هزيمة التنظيم في العام 2019، بحسب إحصائيات رسمية.