تراكم النفايات.. مشكلةٌ مستمرةٌ في شوارع السويداء ووعودٌ بالحلول تذهب أدراج الرياح

السويداء – جبران معروف – NPA
تشهد مدينة السويداء تراكم النفايات في مركز وأحياء المدينة، في فتراتٍ متقطّعةٍ تدفع بالسكان للاستياء ومطالبة مجلس المدينة بحلِّ المشكلة، والذي بدوره يصدر وعوداً لا تكاد تتجاوز مبنى المجلس.

تفاقم الوضع
أثارت مشكلة تراكم النفايات استياء سكان المدينة وباءت كل طلباتهم التي وجهوها إلى مجلس المدينة بوعودٍ سطحيةٍ كلها ذهبت أدراج الرياح، مما دفعهم لإثارة دعواتٍ لنقل القمامة إلى أمام مبنى المجلس، في محاولةٍ للضغط علّه يستجيب لطلباتهم في إزالة القمامة من الشوارع والتي تشكّل أمراضاً وأوبئةً تحيط بالمدينة بأكملها.
أبو أدهم، (الذي رفض التصريح عن اسمه) من أصحاب المحال التجارية ضمن سوق المدينة الرئيسي، وقريب من مبنى مجلس المدينة، قال في حديثٍ لـ "نورث برس"، "لم يعد الوضع يُطاق، حيث لا يتم ترحيل القمامة بشكلٍ جيدٍ، إضافة إلى المياه الآسنة، التي تُصدرُ روائح بشعةً، بالكاد يستطيع الشخص العبور من جانبها".
وأضاف متسائلاً "يدفع السوق مبالغ ضخمة من رسوم وضرائب، فهل من الصعب أن تزال القمامة منه على الأقل؟، فالسوق باب رزقنا ومقصد أهل المدينة والريف، والمضحك أنّ المحل التجاري الصغير ضمن السوق ثمنه نحو /100/ مليون ليرة".

وعودٌ خاويةٌ
من جانبه، قال مواطنٌ آخر يدعى رفعت (رفض الكشف عن اسمه الكامل) وهو مستثمرٌ لمحلٍ تجاريٍ في السوق، "حصلنا على وعودٍ كثيرة من مجلس المدينة وعلى رأسهم رئيس المجلس، ومن المحافظة التي تبعد عن السوق نحو /50/ متراً، وخاصةً منذ بداية العام الجاري، على أنّ المشكلة ستُحلّ الاسبوع المقبل وبداية الشهر وقريباً".
وأضاف "آخر تلك الوعود أنّ المشكلة ستُحلّ خلال /15/ يوماً، لكن مضى على الموعد أكثر من شهر، والمشكلة ماتزال قائمة على حالها".
وأوضح أن "المشكلة ليست في السوق فقط بل في جميع أنحاء المدينة والبلدات الملاصقة لها كبلدة الرحى، ففي السوق تؤثر على رزقنا، وفي الأحياء تؤثر على صحة أولادنا وعائلتنا، فهي جاذبة للحشرات والقوارض والكلاب والقطط الشاردة".
وأردف بالقول "ظهرت مؤخراً دعوةٌ جديةٌ من تجار السوق والمدنيين، بأن نرمي القمامة أمام مجلس المدينة، على أمل أن ينتبهوا أنّ هناك أزمة قمامةٍ في السويداء".
بدوره، قال مصدرٌ في مجلس المدينة، لـ"نورث برس" (طلب عدم الكشف عن هويته)، "نعم هناك أزمة ترحيل قمامةٍ في السويداء، وخاصة في المدينة وبلدة الرحى التي أصبحت بفعل التمدد العمراني ملاصقةً للمدينة، وذلك بسبب نقص الامكانات بشكل رئيسي".

مجتمعٌ غير متعاون
وأضاف "يبلغ عدد سكان المدينة أكثر من /300/ ألف نسمة، ويرحّل من المنطقة يومياً نحو /200/ طنٍ من القمامة، ولدينا لهذه المهمة /3/ سياراتٍ من أصل /10/ سيارات، جراء تخفيض مخصصات الوقود لها بنسبة 75% على مرحلتين".
ولفت إلى أنّه "كان هناك وعودٌ بزيادة مخصصات وقود سيارات ترحيل القمامة، لكن إلى الآن لم تتحقق".
وحمّل المصدر جزءً من المسؤولية للمجتمع قائلاً "أيضا المجتمع غير متعاون، فهو لا يرمي القمامة بالموعد المحدّد، وكثير من السكان لا يرمونها في الحاويات المخصّصة، ما يسبب مشاكل كبيرةً للمنطقة".