رغم انخفاض أعدادهم ..أكثر من /800/ مصاباً باللشمانيا يُعالجون شهرياً في بلدة صرين

صرين- جهاد نبو/ فتاح عيسى- NPA

يعاني سكان بلدة صرين وريفها، الواقعة إلى الجنوب من مدينة عين العرب / كوباني، نحو /40/ كم، من مرض اللشمانيا أو ما يسمى بـ (حبة حلب أو حبة السنة).
البلدة شهدت استمرار تعرض مواطنين فيها للإصاباتٍ بالمرض، وهو ما رده أطباءٌ وإداريون في مركز معالجة مرض اللشمانيا ببلدة صرين، إلى كثرة المستنقعات فيها، وكثرة مخلفات الحرب التي دارت في المنطقة قبل عدة أعوامٍ، إضافةً لقلة الاهتمام بالنظافة الشخصية من قبل الأهالي بسبب قلة الوعي الصحي.

علاجٌ مجاني
ويقول المصاب باللشمانيا، علو إسماعيل البالغ من العمر /50/ عاماً من ريف صرين لـ"نورث برس" إنّه أصيب بالمرض قبل نحو ثلاثة أشهر، ويتلقى العلاج منذ عشرين يوماً فقط، لأنّه لم يتعرف على مرضه في البداية، إلّا بعد زيارة طبيب جلدية، أكّد له إصابته باللشمانيا.
ويضيف إسماعيل إنه يتلقى العلاج في مركز اللشمانيا في البلدة بشكلٍ "مجاني"، حيث يقوم بزيارة المركز يومياً لتلقي العلاج، موضحاً أنّ نحو /15/ شخصاً من قريته (خروص) شمالي صرين، مصابون بالمرض ويتلقون العلاج، إضافةً إلى نحو /30/ مصاباً في قرية جعدة المجاورة لقريتهم.
ويوضح إسماعيل أنّ هناك أشخاصاً مصابون بمرض اللاشمانيا في مناطق حساسةٍ، مثل العين.
وأشار كذلك إلى أنّ سبب انتشار المرض يعود للذبابة التي تنقل المرض نتيجة انتشار الأوساخ والقمامة، وآثار الجثث نتيجة الحرب التي تعرضت لها المنطقة ضدّ تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش).

40 مصاباً يومياً
فيما أفادت الممرضة المشرفة على معالجة المصابين بمرض اللاشمانيا، جواهر جاسم لـ"نورث برس" أنّ ما بين/30 – 40/ مصاباً يزورون المركز يومياً.
ونوَّهت إلى أنّ المركز لديه العلاج الكافي حالياً، لمعالجة المصابين، لافتةً إلى أنّ أعداد المصابين انخفضت إلى النصف تقريباً، بفضل تقديم العلاج، حيث كان يزور المركز في السابق ما بين /70 – 80/ يومياً.

أهمية الفحوصات
وأكّدت جاسم أهمية أن يقوم الأهالي بزيارة المركز في حال ظهور أي نوعٍ من الأعراض على جسمهم لمدة أكثر من أسبوعين، بهدف فحص المصاب ومعرفة مرضه لمعالجته، في حال ما إذا كانت الإصابة بمرض اللشمانيا.
ويفتح مركز معالجة اللشمانيا أبوابه أمام المواطنين من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثانية ظهراً، بعد أن كان يتم تقديم العلاج في المركز مرتين في الأسبوع قبل نحو عامٍ.
كذلك ساهم المركز بحسب الإداريين في تخفيض عدد المصابين شهرياً إلى النصف تقريباً.
حيث أوضحت الإدارية في مستوصف صرين، زوزان محمد عبدي، أنّ مركز اللشمانيا تم افتتاحه قبل ثلاث سنوات، حيث يتم تقديم اللقاحات والأدوية لمعالجة المرض، مشيرةً إلى أنّ أعداد المصابين الذين كانوا يراجعون المركز وصلت إلى /1400/ شخصٍ مصابٍ شهرياً قبل عدة أشهر، ولكن الأعداد انخفضت ووصلت إلى نحو /835/ شخصاً حالياً.
وبلغت أعداد المصابين الذين قاموا بزيارة المركز في الفترة بين 20 تموز / يوليو الماضي حتى 20 آب / أغسطس نحو /1167/ شخصاً بينهم /119/ إصابةً جديدةً.
كذلك انخفض عدد المصابين خلال الفترة بين العشرين من آب / أغسطس والعشرين من أيلول / سبتمبر إلى /873/ شخصاً بينهم /84/ إصابةً جديدةً، بحسب سجلات مركز معالجة اللشمانيا في صرين.
وأكّدت عبدي، أنّ سبب انخفاض حالات الإصابة بالمرض يعود لرش المبيدات للقضاء على الذبابة الناقلة للمرض، وتقديم الأدوية والجرعات الخاصة بعلاج حبة اللشمانيا من قبل المركز، حيث تقوم منظمة "مونيتور" البريطانية بدعم المركز بالأدوية والعلاجات منذ أكثر من عام.
يُذكر أنّ منظمة الهلال الأحمر الكردي، قامت بحملة توعيةٍ ضّد مرض اللشمانيا لمدة عشرة أيامٍ في مدينة كوباني وريفها، في أيلول / سبتمبر من العام الماضي   بمشاركة /60/ عضواً، حيث تم توزيع منشوراتٍ وملصقاتٍ، تشرح أعراض المرض وطرق انتقاله وكيفية الوقاية منه وعلاجه.