درعا- نورث برس
أثار ظهور تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” خلال الأشهر الأخيرة في جنوب سوريا، تساؤلات عدة عن كيفية وصول هؤلاء للجنوب السوري، غير أنَّ مراقبين للمشهد السياسي ووجهاء درعا اتهموا الحكومة السورية بتسهيل وصولهم للمنطقة لأهداف معينة.
منذ استعادة القوات الحكومة السيطرة على مدينة درعا وريفها في صيف العام 2018، تشهد المنطقة فوضى وعمليات قتل يومية، الحكومة اتهمت من وصفتهم “بالغرباء” بالوقوف وراء تلك الجرائم والاغتيالات، وهددت بشن عمليات عسكرية.
مجموعات مسلحة محلية أعلنت أول حملة لطرد عناصر تنظيم “داعش” من مدينة جاسم منتصف تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أسفرت عن مقتل أكثر من 20 من عناصر التنظيم.
الحملة الثانية
الأحد الماضي، أعلنت مجموعات مسلحة محلية عن حملة ثانية ضد التنظيم في مدينة درعا البلد، لا تزال مستمرة إلى اليوم مع إعلان وقف الطلاق النار من طرف واحد أمس الخميس، للسماح للمدنيين بمغادرة منطقة الاشتباكات.
قيادي ميداني في صفوف المسلحين المدنيين، قال لنورث برس، إن الحملة استهدف عناصر التنظيم المتمركزين في حيي طريق السد الشرقي والمهندسين.
وأضاف، أن الحملة سارت بشكل جيد وكادت قريبة من النهاية، لكن وجود المدنيين واستخدام عناصر التنظيم المدنيين كدروع بشرية عطل كثيرا سير العمليات العسكرية.
القيادي الميداني الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أكد مقتل ستة من عناصر التنظيم، عرف منهم المدعو بلال حرفوش وصلاح لطفي غزلان ومحمد حرفوش، فضلاً عن إصابة عدد كبير.
ونفى القيادي، مشاركة القوات الحكومية في الحملة، مؤكداً أنَّ مقاتلين محليين وصلوا من جميع أنحاء المنطقة للمشاركة في الحملة.
ونوه أن القوات الحكومية كانت قد هددت بدخول المنطقة وشن عملية عسكرية ضد “داعش” بهدف السيطرة على المدينة، لكنهم قاموا بالحملة كما حصل في مدينة جاسم، لمنع دخول القوات الحكومية.
وأشار القيادي إلى وجود ارتباط وثيق بين عناصر “داعش” والقوات الحكومية والأجهزة الأمنية.
وبيّن أنهم وخلال الحملة في مدينة جاسم عثروا على وثائق وثبوتيات شخصية عدة في حوزة عناصر التنظيم صادرة عن الجهات الأمنية الحكومية.
وتساءل، كيف تمكن هؤلاء من إصدار تلك الوثائق والمرور عبر الحواجز الأمنية الحكومية؟
شراء الذمم
بدوره قال أحد وجهاء مدينة درعا، لنورث برس، إن “بعض المأجورين من أبناء المنطقة احتضنوا عناصر التنظيم مقابل المال”.
وأشار إلى أن هؤلاء تم تهريبهم من مدينة جاسم، في الفترة الماضية، وإدخالهم مدينة درعا لزعزعة الاستقرار وتنفيذ جرائمهم، وآخرها الهجوم الانتحاري الذي استهدف مضافة شخص من الأبازيد.
بدوره نفى الوجيه مشاركة القوات الحكومية في الحملة ضد عناصر داعش، مؤكداً جميع المقاتلين من أبناء حوران والشرفاء الأحرار، على حد تعبيره.
هدف الحكومة
بدوره قال بشار علي الحاج علي سياسي ودبلوماسي سوري سابق، إنه “من الطبيعي أن يحاول النظام السوري بشتى الطرق العودة للمحافظة والسيطرة عليها مع إعلان روسيا انسحابها وإيقاف الدعم عن لما يسمى اللواء الثامن التابع لها”.
وأشار إلى أنَّ الحكومة السورية بحاجة إلى ذريعة قوية لاقتحام مناطق التسويات وتصفية المناهضين لها، وليس هناك حجة أقوى من إرسال عناصر “داعش” للمنطقة.
وأضاف أنَّ إتمام هذا المخطط يحقق لها عدة أهداف، منها السيطرة على المنطقة وتقديم نفسه على أنه يحارب الإرهاب، ويرسل رسائل لدول الجوار على ضرورة فتح باب الحوار معه، فضلاً عن تأمين وصول إيران إلى الحدود الأردنية تحت غطاء القوات الحكومية.
وأتهم السياسي السوري، الحكومة السورية بتسهيل دخول عناصر “داعش” للمنطقة، معللاً ذلك بعدم وجود جهة أخرى في المنطقة سوى القوات الحكومية وحلفائها.
ودعا “علي” المجموعات المحلية، إلى فضح مخطط الحكومة وإيران، من خلال نشر الحقائق والكشف عنها لوسائل الإعلام، وتسليط الضوء على حقيقة أن من يحارب عناصر “داعش” هم مقاتلين محليين ومجموعات من قوات اللواء الثامن.
وشدد على ضرورة تحرك المسلحين المحليين، لتجنيب تنفيذ القوات الحكومية حملات عسكرية في المنطقة بحجة “الإرهاب”، والكشف عن نتائج عملياتهم العسكرية ضد “داعش”.