غلاء ونقص حليب الأطفال.. صعوبات ومخاطر صحية تواجه أمهات في ريف الحسكة

ريف الحسكة ـ نورث برس

تضطر أم محمد (32 عاماً) من سكان الشدادي، بريف الحسكة الجنوبي، لإعطاء طفلها الذي لم يتجاوز الستة أشهر، الحليب الصناعي، بسبب سوء التغذية الذي يعاني منه الطفل وعدم كفاية الحليب الطبيعي لدى الأم.

ولكن الصعوبة التي تواجهها الأم الثلاثينية هي ارتفاع أسعار عُلب حليب الأطفال، بالإضافة إلى أن معظم أصنافه مفقودة في الأسواق والصيدليات، ما زاد من متاعب ومعاناة العائلة في ظل الوضع المعيشي المتردي أصلاً.

وتجول أم محمد، في بعض الأحيان هي ورب الأسرة العديد من الصيدليات المتواجدة في الشدادي، بحثاً عن علبة حليب لطفلها من نوع نان “1” ذات سعة 400 غرام ، إذا وصل سعرها إن وجدت إلى 32 ألف ليرة سورية، بعد أن كانت تباع بـ22 ألف ليرة.

ويحتاج طفلها في الشهر الواحد إلى خمس علب من الحليب، (ما يعادل 162 ألف ليرة)، في حال لم يرتفع السعر، بحسب الأم.

وتشير إلى أنه، ونظراً للحالة الصحية لطفلها الذي يعاني من سوء تغذية، في حال اتباعها بدائل لنوعية الحليب سيتعرض طفلها للأمراض والمخاطر الصحية، بحسب ما أخبرها الطبيب.

ومن جانبه قال يوسف العبدالله، صاحب صيدلية لبيع حليب الأطفال في الشدادي، إن أسعار حليب الأطفال بكافه أصنافه شهدت ارتفاع خلال الفترة القليلة الماضية، وذلك لخضوعها لأسعار صرف العملات الأجنبية ولا سيما الدولار الأميركي لأنها مستوردة.

وتجاوز سعر صرف الدولار في سوريا حاجز الخمسة آلاف ليرة للدولار الواحد.

وأضاف لنورث برس: “علبة حليب من نوع نان، سابقاً كنا نقوم ببيعها بسعر 20 ألف ليرة سورية، بينما الآن أصبح سعرها 32 ألف ليرة، بالإضافة لفقدان بعض الأصناف من الحليب وأبرزها صنف رينولاك”.  

بدائل ومخاطر صحية

ونتيجة تردي الوضع المعيشي وانعدام القدرة الشرائية، اضطرت بعض الأمهات إلى استخدام واللجوء لبدائل عن أنواع حليب الأطفال، غير صحية، قد تتسبب بتعرض الأطفال للعديد من الأمراض والمخاطر الصحية.

ريم الحسن ( 29 عاماً) وهو اسم مستعار لإحدى سكان ريف الشدادي، تواجه صعوبات كثيرة في شراء حليب الأطفال لطفلتها التي تبلغ من العمر عاماً كاملاً، نتيجة ظروفهم المادية الصعبة وغلاء الأسعار.

ولعدم وجود القدرة المالية، اضطرت الأم العشرينية للجوء إلى حليب كامل الدسم والأرز، لإطعام طفلتها، نظراً لرخص سعره مقارنة مع سعر علب الحليب الأخرى.

ولكن البدائل التي استخدمتها العشرينية، كان لها تأثير سلبي على نمو وتغذية طفلتها.

تقول “الحسن”، لنورث برس: “تعرضت طفلتي لأمراض معوية وجفاف وسوء تغذية حاد، وذلك بعد إعطائها بدائل عن علب الحليب، واضطر الأطباء لتحويلها إلى إحدى مشافي الحسكة، نظراً لسوء حالتها الصحية”.

وقارنت “الحسن”، الفرق بين سعر علبة الحليب (400 غرام) وكيس الحليب كامل الدسم (250 غرام)، حيث الأولى تباع بـ32 ألف ليرة، بينما يباع الحليب كامل الدسم بستة آلاف ليرة، “الفرق كبير وواضح بين السعرين)، تقول الأم.

وتراجع عيادة محمود الإبراهيم وهو طبيب أطفال في الشدادي، عشرات الحالات لأطفال يعانون من نقص الوزن والجفاف وحالات الإسهال، “نتيجة اعتماد العائلات على استخدام حليب الأبقار والأرز وغيرها، كبديل عن الحليب الصناعي”.

ويتحدث الطبيب لنورث برس عن مخاطر ذلك التوجه من قبل العائلات، “هذا الأمر يؤدي لمخاطر صحية خطيرة، منها نقص البروتين والكتل العظمية للوزن وسوء تغذية، وفي حال تعرض الطفل لمثل هذه الحالات بتأثير كبير قد يؤدي إلى الوفاة”.

إعداد: باسم شويخ ـ تحرير: قيس العبدالله